هو أن احفظ الاتحاد وليس هو أن أحفظ أو أقضي على العبودية. فإذا تسنى لي أن أنقذ الاتحاد دون أن أحرر عبداً واحداً فعلت ذلك، وإذا كان في وسعي أن أنقذه بتحرير جميع العبيد فعلت ذلك. . . وإذا استطعت أن أحافظ عليه بتحرير بعض العبيد وترك البعض فعلت ذلك أيضاً. . .)
وكان جيش الجنوبيين يزحف على وشنجطون بقيادة لي وقد عبر نهر بوتوماك ونزل في ولاية ماري لند، وأسقط في يد الشماليين وباتت عاصمتهم في ذعر وهلع. . . وحزن الرئيس وضاق صدره بماكليلان وأقسم لئن ارتد العدو ولحقت به الهزيمة ليعلنن قرار التحرير إثر ذلك
وأخيراً التحم الجيشان في سبتمبر: جيش لي وجيش ماكليلان وارتد الجنوبيون عقب معركة أنتيتام التي أشرنا إليها وكان تراجعهم في اليوم السابع عشر من الشهر
وفي اليوم الثاني والعشرين من هذا الشهر دعا الرئيس مجلس الوزراء إلى الاجتماع عنده، ولم يكن أحد من الوزراء يعلم الغرض من هذا الاجتماع، ولما أكتمل جمعهم فتح الرئيس كتاباً كان يقرأ فيه، وأخذ يقرأ في صوت جهوري قصة فيه أعجبته وهو يضحك والوزراء يضحكون ويعجبون إلا أحدهم وهو ستانتون فكان يضيق بكثير مما يفعل الرئيس وبما يأتيه من ضروب المزاح، وهو لا يدري أن مثل هذا الرجل في تلك الشدائد أحوج ما يكون إلى أن يرفه عن نفسه ويخفف عنها بعض ما بها. . . وإلا فكيف يستطيع أن ينهض بذلك الحمل الذي تنوء به الجبال؟ وكثيراً ما يكون ضحك بني الإنسان مغالبة منهم لما يجيش في نفوسهم مما يصبه الدهر عليهم من آلام وخداعاً منهم لأنفسهم عما بها ولو ساعة أو بعض ساعة
ولما فرغ الرئيس من تلاوة القصة غامت أسارير وجهه وبدت عليه إمارات الجد ودلائل الاهتمام والحزم، فأخرج من جيبه ورقاً طويلاً كتبه بخط يده وتلاه على الأعضاء فإذا هو قرار التحرير
أعلن الرئيس أن العبيد في جميع الولايات بعد اليوم الأول من السنة الجديدة أحرار وأن الحكومة ستعترف بحريتهم وتساعدهم على بلوغها وأنها ستقوم بتعويض الولايات الموالية عما تطلقهم من العبيد. . . وبهذا الإعلان ضرب نظام العبودية ضربة سوف تكون القاضية