الجيم)، المرتبة الأولى في تصريف الأمور، وللجد (بكسر الجيم) المرتبة الثانية، فلو شبهنا العالم بفلك لكان الأول بمنزلة الربان، والثاني بمنزلة السكان
لعل التربة التي أنبتت نابليون - أنبتت من أمثاله عشرات لهم مواهبه ومقدرته على تعبئة الجيوش، وتسلق الجبال، واختراق البحار، ولكن أحدا منهم لم يمهد له الحظ ما مهد لبونابرت من الأسباب. ولو أتيح له ذلك لكان نابليونا ثانيا يصرف ملوك أوربة تصريف قطع الشطرنج، ويلعب بعجينتها كما يلعب الأطفال بالصلصال
إن الحظوظ والمصادفات تلعب دوراً هاما في تاريخ الجماعات بله الأفراد. ومن يدري ماذا يكون مصير مصر لو لم يقع مارك أنطوان في حب كليوباطرة؟ وماذا يكون مصير الإسلام لو لم يتح للمسلمين التغلب في بدر؟ بل ماذا كان يكون مصير البشرية جمعاء لو لم تهف نفس حواء إلى شجرة الحنطة أو التفاح؟
إذا قلت يا صديقي: إن الرجال يسعدون أو يشقون بما يقدمون من أعمال، فما بال الأطفال، يولد أحدهم في الغربال، وتدق لثانيهم البشائر قبل مولده فإذا استهل وجد عرشا يمهد له، وأمة تراض على طاعته، وتهافتت عليه المراضع، وترامت على أقدامه الحواضن؟
إن الإنسان يا صديقي ليقضى زهرة شبابه في كد وتحصيل، ثم يسعى حتى ينتعل الدم في سبيل الوصول إلى منصب يدر عليه في عام ما يتقاضاه بعض المطربين في يوم من الأيام، فهل كون المطرب صوته، وخلق لهاته بيديه؟
وماذا عملت الفتاة تخلع عليها الطبيعة مسحة من جمال، فيتهافت على بابها من الخطاب وفود، بينما لا تجد أختها زوجا من عود؟
وبعد، فإذا قلنا: إن الملوك قادوا الجيوش فتبوؤا العروش، فعلى أي أساس شرف الله - جلت حكمته - برسالته أناسا من الدهماء، فجعلهم أنبياء، وبشر بهم قبل ميلادهم بمئات من السنوات؟
قال صديقي: الآن آمنت
قلت: إذن استرحت
الذوق والشعر
تتناول قطعة من التفاح فتحس لها طعماً لذيذاً، ثم لا يطالبك إنسان أن تقدم على لذتها دليلا،