قلت: أرادوا أن يقولوا: من المنزلة أو القدر أو الخطر أو الشأن فقالوا (الأهمية) وهي لفظة منكرة عامية أو جردية لم تعرفها العربية في وقت وهي منسوبة إلى الأهم، وهو أسم تفضيل من هم، وهو في الحقيقة للفعل (أهم) إذ ليس في اللغة همه الأمر بالمعنى الذي يعرف لأهمه وإن قالت كتب فيها وهمّ كأهم، وفي كلامهم الأمر المهم، ولم يقل جاهلي أو مخضرم أو إسلامي أو مولد متقدم أو مولد متأخر: الأمر الهام كما تقول العوام وفي مفردات الراغب: وأهمني كذا حملني على أن أهتم به قال الله تعالى: وطائفة قد أهمتهم أنفسهم.
وفي الأغاني في سيرة أعشى همدان: فلم يبقى أحد في المجلس إلا أهمته نفسه وارتعدت فرائصه. وفي الصحاح: الأمر المهم الشديد. وفي الأساس: ونزل به مهم ومهمات. وقال عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر لعبد الله بن سليمان بن وهب حين وزر للمعتضد:
أبى دهرنا اسعافنا في نفوسنا ... وأسعفنا فيمن نحب ونكرم
فقلت له: نعماك فيهم أتمها ... ودع أمرنا، إن المهم المقدم
فقولهم: فلان ذو أهمية، وكان لزيد عند قومه أهمية، ولم تكن لكذا أهمية - من الكلام المعتل
٣٠ - في الصفحة (٦٩). يتعنت بها كل من المتناظرين على الآخر
فقلت: في اللغة تعنته أي طلب زلته لا تعنت عليه. قال الأساس: وتعنتني: سألني عن شيء أراد به اللبس على والمشقة. وفي النهاية في حديث عمر: أردت أن تعنتني أي تطلب عنتي وتسقطني. وقالوا: أعنت عليه أمره أدخل الضرر عليه فيه. وفي النهاية: فيعنتوا عليكم دينكم أي يدخلوا الضرر عليكم في دينكم. وقد قالت معجمات عصرية: وربما عدى تعنت بعلى، وهذه التعدية غير محققة.
ومن أقوالهم في النهي عن تعنت العلماء - والقول في العقد - إذا جلست إلى العالم فسل تفقها ولا تسل تعنتا
٣١ - في الصفحة (٤٣٨): فاضطرت هذه الشريفة أن تتزوج بالغلام ريثما يتهيأ للمولى أن ينكحها، فلما تهيأ له ذلك أظهر
قلت: ريثما في هذا الكلام للحين الطويل كما تدل القصة في كتابهم على ذلك، وهو في