للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أن العداوات كلها سواء فأعلن أنه يعادي المرأة ويعادي النظام البرلماني، ولكن النظام البرلماني غير المرأة، لأنه محروس برجال أشداء يقابلون الجميل بالجميل!

أترك هذا وأنتقل إلى أحاديثي مع عمدة برج بابل حفظه الله فهل تعرفون من هو عمدة برج بابل؟

هو المحدث البارع الذي لا يسكت أبداً والذي قضى الله أن ألقاه من يوم إلى يوم؟

من هو عمدة برج بابل؟ من هو؟ من هو؟ ألا تعرفون؟

هو محمد رخا الذي يقيم بمصر الجديدة ويطرب لسماع القرآن بالألحان

ابتليت من هذا الرجل بداهية، وابتلى مني بداهية:

ابتليت منه بداهية لأن لقاءه يوجب أن أكون صافي الذهن حاضر البديهة، ومن المزعج أن أطالب بصفاء الذهن وحضور البديهة، لأني لا أذهب إلى وزارة المعارف إلا بعد أن تكون أعمالي أخمدت ذهني وأذوت نشاطي

وابتلى مني بداهية لأني سأسجل عليه كل شيء، وسأصنع معه ما صنعت مع الرجال الذين عرفتهم بوزارة المعارف العراقية، وأنا رجل رمته الأقدار في ذاكرته بشذوذ عجيب، فأنا أنسى الأعلام والأرقام بصورة مزعجة مخيفة، وما قدمت كتاباً إلى رجل من أقطاب وزارة المعارف إلا سألت كاتبه الخاص عن أسمه بالضبط لأقيده في ورقة قبل أن أخط اسمه على الكتاب، ولكن ذاكرتي في الحوادث والمعاني قوية إلى حد الشذوذ، فأنا أستطيع اليوم أن أدون أول محاضرة سمعتها بالجامعة المصرية سنة ١٩١٣ وأستطيع اليوم أن أدون جميع المحاضرات التي سمعتها في جامعة باريس.

وأستطيع أيضاً أن أسجل الكلمات التي سمعتها من الدكتور هيكل باشا، الكلمات التي تشهد بأنه يشجع التأليف بالقول لا بالفعل.

محمد رخا يتكلم في كل وقت كما يتكلم الفرنسيون في كل وقت

فهل أستطيع أن أعطيه درساً عساه يقتصد في الكلام بعض الاقتصاد؟

إليكم ما دار بيني وبينه منذ أيام:

دخلت عليه وفي مجلسه رجلان نسيت اسمهما مع الأسف، ولعل أولهما يسمى رفعت

وابتدأ فسألني عن الليسيه الفرنسية المصرية بمصر الجديدة، فقلت إن مديرها هو المسيو

<<  <  ج:
ص:  >  >>