يديها. لا بأس. . . إذهبي وقابلي الهر ثوربج فقد يصلح حالك فيما بعد، وألح عليها في الذهاب ما استطاع، ثم ترك العربة وهزت دريجالسكي رأسها وهي تفكر كيف يمكن أن يصلح حالها.
وهكذا بدأت المادريجالسكي مجدها السينمائي العظيم
ومضت إلى استوديو (هالفا) وكأنها شبح ينتقل في هيكل من عظام، وسألت عن هر ثوربج - رناتس ثوربج. كاتب السيناريو الذي كان شاعراً قبل أن يشتغل بهذا الفن.
وكاد ثوربج يجن فرحا ودعا إليه غيره من زملائه وقد شاركوه إعجابه. أما دريجالسكي فظلت واقفة وسط الغرفة دون أن تدرك شيئا ومع ذلك لم يبد عليها اثر من الدهش فقد علمها الشقاء إلا تأبه لشيء
وطلب إليها أن تسجل أسمها لدى الكاتب المختص بذلك في الأستوديو، وذكروا لها إنها ستتناول عشرة ماركات في اليوم،
فكان كل ما بدأ عليها إنها عجزت عن تصديق ذلك.
كان الأستوديو غاصا بنساء كثيرات يرتدين أسمالا كتلك التي ترتديها دريجالسكي، وحول عيونهن تجاعيد كتجاعيدها إلا إنها تجاعيد زائفة من دهانات وأصباغ. وألقوا بها بين الأخريات فكانت بينهن كأنها ليست منهن، بوجهها الطبيعي وسط الوجوه المصبوغة بالطلاء وشقائها الحقيقي الذي لا تمثيل فيه. وأثرت الأضواء القوية في عينيها حتى سالت منهما الدموع.
وفي الساعة الواحدة كانت واقفة تحت مصباح كبير بين النساء الأخريات، وصاح رجل كان واقفا فوق منصة عالية طالباً منهن جميعا أن يرفعن رؤوسهن ويلتفتن إلى جهة أشار إليها. . . وكان هذا آخر مناظر الموقف.
وذهبت جميع النسوة إلى مطعم الأستوديو إلا دريجالسكي فلم تشاركهن، بل انتحت ناحية بعيدة وجلست فوق مقعد تأكل قطعة من الخبز أخرجتها من كيسها. وثوربج لم يحول بصره عن هذا الجسم الذي يبدو كأنه بقية إنسان. . . وهو يفكر - لو أنه ظل شاعراً لنظم في صورتها قصيدة رائعة، أما وقد أصبح مؤلفا للسينما. . .
وحان وقت العمل للتصوير فعادوا جميعا، واستمر العمل حتى كانت الساعة الثامنة مساء،