رفيع والآخر سميك، وحليت معصمي بجملة من الأساور الذهبية، ووضعت على رأسي حليات ذهبية، وعلق في شعري قرب أذني مثلثين من الذهب الخالص المطعم بالأحجار الكريمة، لا يقل الواحد منهما عن نصف رطل
وطوقت جيدي بطوق من الذهب في إحدى أطرافه حلية ذهبية دقيقة الصنع جميلة المنظر جداً. وفوق هذا كله ارتديت العباءة الصوفية الشفافة، ثم العباءة الصوفية الثقيلة التي تستعمل في الشتاء
شعرت أني مشلولة الحركة، ثقيلة الخطى، لا أستطيع التنفس، عكس ما تتمتع به صديقتي (ملك) البدوية التي تمتاز بخفة الحركة ورقتها. والإنسان ابن العادة
الطعام الذي تناولته في مضارب شمر
من أهم ما كنت أرقب مشاهدته، تناول الطعام على الطريقة البدوية في البادية، ولما كان وصولي إلى مضارب الشيخ عجيل الياور بعد الظهر، فانهم بالضرورة لم يعزموا عليّ بتقديم الغداء، ولا ينبغي أن نتصور أن أهل البادية يستطيعون إعداد طعام بالسرعة التي يؤدي بها هذا العمل في الحضر
ويصعب جداً على نفس البدوي أن يظهر بغير المظهر اللائق به، لا سيما أمام الزوار الأجانب، أو أبناء العشائر الأخرى
وقد قدّم لنا الشيخ الشاي الحار اللذيذ مع اللبن على طريقتنا نحن، فكان أول فنجان من الشاي استسغت طعمه من مدة طويلة، وقدم معه أنواعاً من البسكوت الجاف الأفرنجي
العشاء
وفي المساء حوالي الثامنة، دعينا إلى تناول العشاء في خيمة بيضاء كبيرة أقيمت في وسطها مائدة أنيقة الترتيب إفرنجية. وكان الندل من العرب النجدين السود البشرة، يقدم ألوان الطعام على أحدث نظام، قلت: يا حضرة الشيخ، ما لهذه النظم والقيود أتينا. قال: في الصباح تأكلون على الطريقة البدوية. قلت: ولكننا نسافر في الصباح الباكر، قال: لا، بل تبقون ثلاثة أيام على الأقل، قلت: شكراً، ولكن وقتنا محدود، فقال: إذا يكون الرحيل بعد الظهر