العقلية صفة الشعبيات لكان بحثه (بحق) أوفى ما يكتب في بحث مظاهر العقليات) ولسنا نعرف كيف يتفق رأيه في اعتبار بحثنا أو فيما يكتب بحق في بحث مظاهر العقليات من حيث تتناول الفروق الكائنة بين طبيعة العقل الشرقي والعقل الغربي مع قوله إن مفهومي الشرق والغرب بقيا مجهولي المعنى في كلامنا. . .
إذن لنا أن نصرف النظر عن هذا الكلام الذي يخترمه التناقض والاضطراب، ولننظر فيما يعيبه علينا من إكسابنا العقليات مظهر الصفات الشعبية، فهو يرى أن ليس ثمة فرق أساسي بين طبيعة العقليات جميعها. وعلى هذا فالصور الذهنية لكل شعب - عنده - قد يغلب أن تكون مرآة للشكل المتكون من تفاعل خصائص ذلك الشعب التاريخية مع البيئة. وباحثنا المفضال في رأيه هذا يفترق عنا عند نقطة أساسية، ذلك أننا نرى أن هنالك فروقاً بين عقليات الشعوب، فطبيعة العقل الألماني غير طبيعة العقل الفرنسي، وطبيعة العقلين الألماني والفرنسي غيرها بالنسبة لطبيعة العقل الإنجليزي. ذلك أن طبيعة عقل شعب ما ليست سوى خصائص ذلك الشعب منعكسة من مرآة نفسه. . .، وطبيعة عقل الشعب يتلون بها العلم تلونا كبيراً ذلك بحكم أن العلم نتاج ذو شكل خاص للعقل الإنساني، وهذه حقيقة تنكشف لمن يتعمق في المسائل العلمية الصرفة. وأنا شخصيا بحكم اختصاصي في العلم الرياضي لي أن أتكلم عن هذه الفروق في مادة تخصصي، وكل ما لي الآن أن أفعله هو أن أنقل لباحثنا المفضال بعض السطور من كتابنا (الفيزبقا والرياضة والمنطق) الذي نشره غوستاف م. فيشر عام ١٩٣٠ بالألمانية عن ليزبغ ويتا، وذلك عن الصفحة ٢١٨ فقد جاء هنالك ما ترجمته:
(إن التمايلين اللذين نلمسهما في علم الرياضة، من حيث رجوع أحدهما بوتيرة سير الاستدلال الرياضي للحدس والآخر للمنطق - مرده ما هنالك من فروق بين طبيعة الذهن الألماني من الجهة الأولى والذهن الفرنسي من الجهة الأخرى.)
وقد جاء في هامش كتابنا هذا تعليق على هذه الفقرة ننقله كما هو مترجماً للعربية:
(أما قطب أن التمايلين الأساسين في علم الرياضة راجع لطبيعة العقلين الألماني والفرنسي وما بينها من فروق فذلك حقيقة أولية لا يتنازع عليها، غير أنه يجب أن نلاحظ أن هنالك من الرياضيين في ألمانيا من تأثر بالعقلية الفرنسية وطابعها الخاص، أذكر من هؤلاء شيخ