وضباطاً في الجيش، ويظهر هذا اللون من اللهو في أجمل مظاهره حين يُستعرَض الجيش أو حين يقوم سباق الطيران.
وما أقول إن هذا النوع من أنس النفس بمظاهر القوة خاص بالعراق، لا، فهو موجود في كل أرض، ولكن إقبال العراقيين عليه يتْسِم بسمات من الروعة توحي إلى من يراه أنه من خصائص أهل العراق.
ومن كان في ريب من صدق هذه الحقيقة فليتصل بالراديو العراقي مرة ليسمع بعض الأناشيد الوطنية أو العسكرية، فإن فعل فسيعرف أن الحماسة في صدور الشبان العراقيين حماسة رائعة جداً، وأنها صادقة كل الصدق لا تكلف فيها ولا افتعال.
ومن هذه النزعة نشأ عند العراقيين عيب جميل هو الغرور القومي، فالعراقيون يعتقدون اليوم أن جيشهم أقوى جيش في الشرق، ويندهشون حين يسمعون أن مدرسة الحربية في القاهرة أعظم من المدرسة العسكرية في بغداد. وقد نشرت إحدى جرائدهم مرة أن مصر أوفدت أربعة شبان ليتعلموا في المدرسة العسكرية عندهم، فصدقوا الخبر وعلقوا عليه في المجالس والأندية والجرائد.
وترجع هذه السذاجة الطريفة عند الجمهور العراقي إلى منزع جميل هو قوة الروح المعنوي هناك.
وهذا الروح تمده روافد كثيرة في العراق يصدر بعضها عن المدارس وبعضها عن الجمعيات والأحزاب.
ويجب أن أنص في هذا الحديث على ظاهرة نفسية كاد ينفرد بها العراق، وهي إلحاحه على وجوب الإسراع في تكوين الوحدة العربية، فهم يتكلمون ويخطبون ويكتبون كل وقت في تأييد هذه القضية، ويتمنون على أسلوبهم في السرعة أن يتم ذلك بعد يوم أو يومين.
وهذه الظاهرة تفسر ظاهرة أخرى لا يفطن إليها كثير من الناس.
وبيان ذلك أن الصحافة العراقية لا تملك حرية التعبير في كثير من الأحيان.
والذي تصل إلى أذنه أخبار القيود التي تعانيها الصحافة العراقية يتوهم أن العراق يعيش في ظل الجور والاستبداد.
والواقع غير ذلك. الواقع أن الحكومة العراقية تعرف الفورات التي تصطرع في أنفس