الدراسة العربية المستفيضة ودراسة اللغات الأجنبية والسامية وآدابها. فقال (أزهري) إن العهد الجديد يميل بدار العلوم إلى التعاليم الغربية الجامحة التي تباعد بين القديم الخالد وبين ناشئة الأمة. وهذه فلتة من فلتات ما وراء الشعور، فالأزهر يحرص في هذه الأيام على الدعوي بأنه يعمل على مسايرة روح العصر. وليعلم (أزهري) أن النهضة الفكرية والأدبية خاصة قامت على الجمع بين الثقافتين العربية والغربية وإنكار ذلك من قبيل إنكار البدهيات؛ وهذا ما عنيت بالتبرئة من الجمود، أبرأ الله (أزهرينا) منه.
وقال (أزهري): لو راجع الكاتب ذاكرته لذكر أن الاتفاق على حلول كلية اللغة العربية محل دار العلوم، حديث مفروغ منه. فمتى كان هذا الاتفاق؟ ولم؟ وفي أي ذاكرة يوجد غير ذاكرة الأحلام؟! والغريب أن يتمثل بعد ذلك بالبيت الذي أصلحت (الرسالة) روايته:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
وهو يريد تنفيذ ذلك الاتفاق الموهوم بإلغاء دار العلوم، فكيف يريد حياتها؟!
وبعد فإن إخواننا الأزهريين في مطلبهم ذلك إما أنهم يريدون أن ينفعوا بعلمهم، وإما أنهم طلاب وظائف فحسب. أما الأولى فإن أبناء دار العلوم يقومون بالمهمة خير قيام، ولا نحسب خريجي كلية اللغة العربية أكثر كفاية من اللذين ينتدب الأساتذة من بينهم لتعليمهم، فيبقى الأمر الثاني وهو أنهم يطلبون الوظائف فحسب، وهذا ما لا حق لهم فيه، فإن في ميدان الوظائف الأزهرية ما يكفهم عن ترزيء أبناء دار العلوم فيما يضيق بهم، وما خلقوا من أجله.
(ع. ح. خ)
وفاة شاعر شاب
فجع الشباب والأدب في ليلة الأربعاء الماضي بوفاة الشاعر الوجداني الرقيق محمد الهمشري محررمجلة التعاون بوزارة الزراعة، فكان لنعيه الفاجيء وجوم شديد في أندية الأدب والصحافة، لأنه كان أملاً من آمال الشعر الحديث، ومثلاً من الأمثال الطيبة للخلق وللصداقة. وقد نشر الفقيد ملحمة بعنوان (شاطئ الأعراف) واشتهر بقصيدته (جيث الفاتنة) وكان بصدد أن يجمع من شعره ما نشر وما لم ينشر في ديوان. رحمه الله رحمة واسعة