الجبارُ المتكبرُ. سبحانَ الله عمَّا يشركون، هو اللهُ الخالقُ البارئُ المصوّر له الأسماءُ الحسنى)
ولذلك حينما وصف الإسلام لنيتشه أو شوبنهاور - لا أذكر - قال لمحدثه (إذا كان الإسلام كما وصفت فنحن كلنا مسلمون!) مع أنه كان ملحداً منكراً لعقيدة الجماهير
ولبساطة العقيدة الإسلامية ووضوحها وقوتها وتمشيها مع الفطرة لم يجد الإلحاد طريقاً إلى الذين اشتغلوا قديماً بالفلسفة والعلم من المسلمين؛ لأنهم كانوا مزودين بتلك الصور الواضحة البسيطة من قضايا الدين. وكانت الفروض التي قرءوها في الفلسفة اليونانية والهندية والفارسية فروضاً ناقصة أو معقدة أو مختلة لا تنهض أمام ذلك اليقين الفطري الذي يستطيع الفلاح والفيلسوف أن يفهماه ويعتقداه بكل راحة وطمأنينة في الإسلام
وعلى العكس عند غير المسلمين، فقد كان كل فيلسوف لابد أن يكون (هرطيقا) ولذلك كان كل من يدرس الفلسفة مطارداً من السلطة الدينية لأنها تعلم أن العقيدة الموروثة ستهزم أمام التفكير؛ ولما خابت المطاردة، نظرا إلى نزوع الناس وتطور الزمان وهجوم العلوم، زعموا أن الدين قلبي وجداني فقط لا أثر فيه للتفكير، وإنما يستند إلى ذلك الشعور، ليقولوا بعد ذلك إن الإنسان يستطيع أن يجمع بين متناقضين أحدهما يسكن فكره والآخر يسكن قلبه! مع أن أساس الدين قائم على التفكير وإلا ما لزمت حجة الله أحداً من خلقه مادام فكره لم يعقل ولم يفهم وهو منصف، بل مادام فكره ينقض ما يأتي به الدين في بعض الأحيان
ومن المؤسف أن المسلمين ورثوا هذه الفكرة الباطلة مؤخراُ من أرباب الأديان الأخرى، مع أن الإسلام قائم على التفكير، وحجته العقل، ومعجزته عقلية دائمة تسير مع رشد الإنسان وتقول له (لا تقْفُ ما ليس لك به علم)(والذين إذا ذُكروا بآيات ربهمْ لم يخرُّوا عليها صمّاً وعُمياناً!)
وآفة الإسلام هي جهل أكثر المسلمين بأصوله وتفاصيله، واتباعهم القضايا التي لم تمحص وتنطبق على بيئتهم وما فيها، وتسليمهم بالنظريات الغربية كما يسلمون بالمسائل العلمية المادية
وأحسب أن أكثر قادة الفكرة والمصلحين الغربيين لو أتيح لهم أن يطلعوا على الإسلام الصحيح لتغيرت أحكامهم التي أرسلوها في مسائل الخلاف بين الدين والعلم. ويكفي دليلاُ