على ذلك مقال فلتير في مارتن لوثر:(إنه لا يصلح أن يحل نعل محمد. . .) مع أن فلتير لم ينصف محمداً للسيرة المشوهة التي لم يتهيأ له أن يعرف عن محمد سواها
ومن قرأ كتاب (الزنجية تبحث عن الله) لبرناردشو يدرك أن (شو) ارتفع بمحمد والإسلام إلى قمة الأنبياء والنبوة. وسيرة (جوته) تدل على أنه افتتن بالإسلام، ولذلك شرع في تعلم العربية وفي تأليف (رواية) عن محمد. وقد مدح أسلوب القرآن وطريقته ككتاب دين. وكلمة شوبنهاور أو نيتشه التي أشرنا إليها سابقا تدل على أن أي عقل متمرد قد يجد سلامه وطمأنينته في الإسلام. ومقال كارليل عن رسول الإسلام لا يغيب عن بال أحد
وهكذا وهكذا مما لا مجال لذكره الآن، ومما يبين قوة غزو الإسلام للعقول المتمردة والآراء الفلسفية، ومما لا يصح معه إدخاله مع غيره في مسائل الخلاف بين العلم والدين
واعتقادي أن الإسلام هو الذي يستطيع وحده أن يحمي الإيمان من أن تجرفه تيارات المادية والإلحاد، وهو الذي يستطيع أن يقره في كل نفس كما هو في الطبيعة البشرية بجانب (نزعة الإثبات) التي أنتجت العلم و (نزعة التأمل) التي أنتجت الفلسفة بحيث يعود الإيمان باعث فخار بين الناس كما كان وكما يفتخرون الآن بالعلم والفلسفة، لا كما يغضي بعضهم منه حياء إذا قيل عنه إنه مؤمن، وترجمة هذا القول عند الجهال بالعلم والدين معا: إنه مخرف.
وقد تراكمت عقد خفية في نفوس إنسانية هذا العصر حول الدين لأن كثيراً من الذين ينتسبون إليه حملوا عليه ميراثاً كبيراً من الخرافات ومن تضييق الواسع ومن غباوة بعض رجاله الذين لا يعرفون المهمة الأصلية فيه، ومن تحويل التدين الى نوع من الهستريا المنفعلة المغفلة عن حكمة الله في اختلاف الإنسانية في الآراء والمعتقدات.
وكم هي كبيرة جناية الرموز والطقوس وثياب رجال الدين وشاراتهم وسماتهم التي تميزوا بها من غيرهم! إنها جناية تحويل الملكية العامة إلى احتكار. . . وجناية إقامة السدود والقيود على الطريق الواسع الذي يوصل كل شخص إلى الله. . وجناية إقامة السدود والقيود على الطريق الواسع الذي يوصل كل شخص إلى الله. . . وجناية تحديد أبواب معينة لا يحل لأحد أن يجتاز إليه من غيرها، وجناية إقامة حراسة وخفارة عليها من فئة معينة ربيت تربية خاصة منفصلة عن تربية بقية الناس لا يدخل أحد إليه إلا