وجلستُ بالقرب من تلك السيدة عساني أنهب منها نظرة أو نظرتين أستعين بهما على إتمام بعض الفصول من كتاب (سحر العيون) الذي أرجو أن يظهر بعد قليل
وما هي إلا دقائق حتى تلاحظْنا برفق وعطف
ثم أشارت بأن أقترب فاقتربت
رباه! متى تعود أيامي؟
وبعد أن دار كأس الحديث نحو عشرين دقيقة عرفت أنها من البغايا
أعوذ بالله؛ أعوذ بالله، أعوذ بالله!!!
أمثل هذا لحسن يكون من نصيب الفَجَرة الأوباش؟
أتكون هذه الحسناء الفتانةُ شبيهةً بالشمس ينعم بضوئها من يشاء ولو كان من الخفافيش؟
أتكون هذه التحفة الفنية شبيهةً بكرائم الأنهار يشرب منها البهائم والدواب؟
أتكون هذه العيون السواحر من نصيب من يساعده القدر المخبول فيملأ جيبه بالدراهم ولو كان من الأغبياء؟
أتكون هذه الدُّمية شبيهةً بالحجر الأصم الذي تسجل عليه حوادث الأفّاقين؟
ليتني مت قبل أن أشهد ذلك المنظر الأليم!
ليتني مت قبل أن أعرف أن مثل ذلك الحسن يباع!
ألك يا رباه حكمة في إذلال هذه الروائع الفنية التي زينت بها الوجود؟
ارفع الحجاب مرة واحدة، يا رباه، لأعرف أسرار السياسة العالية التي تسوس بها مخلوقاتك!
وهجمتُ على تلك السيدة الجميلة بعنف فقالت:
اسمع أيها السيد، ليست الغواية من همي ولا من مناي. أنا امرأة شقية خدعها شاب مثلك باسم الحب، وكانت ثمرة الحب طفلاً هو اليوم تلميذ بمدرسة (. . .) وقد هجرني الحبيبُ والدُ الطفل وتركني وحدي أربيه وأرعاه، فأنا أتسول باسم الحب لأنفق على ذلك الطفل المسكين، إلى أن يظهر أبوه، إلى أن يظهر ذلك الوغد الذي هجر معشوقته وطفله منذ سبع سنين. فإن كنت تدعي الرجولة الصحيحة فتقدم لحمايتي ورعاية طفلي، وسترى كيف أجزيك عطفاً بعطف وإخلاصاً بإخلاص