وفي تلك الليلة هجر الطفل صدر أمه وسكن إلى صدري لينام نوم السعداء
وفي تلك الليلة شعرت أن روحي ارتفع إلى أجواز السماء
كان موريس ورث عن أمه الفرنسية صفرة الشعر وزرقة العينين، وكان ورث عن أبيه الهولندي شمائل من السجاحة واللطف، وكان في جملته وتفصيله تحفة من تحف الوجود.
وقد وجد من عطفي وحناني كل ما يتمناه ويشتهيه، فانطلق يحدث أترابه في المدرسة بالنعيم الذي يلقاه في يومي الأحد والخميس
وفرحت مرجريت بما صارت إليه من راحة البال وصفاء النفس بعد الهيام الأثيم بأحياء باريس
ومضت تقترح ما تشاء من المغامرات فعلمتني الرقص وطوفت بي على المكنونات من صناديق الليل
وبفضل مرجريت عرفت من خبايا باريس ما لا يعرف الشياطين ولم نكتف بذلك، بل نقلتني إلى رُوَان والهافر وأطلعتني على المستور من شواطئ المانش، وأقامت معي في الضواحي النائية أسابيع
والله وحده يعلم كيف عاشرتُ تلك الحسناء، فلو أني قلت إني كنت في حبها من الأطهار لما صدقني مخلوق، لأن سمعتي تعرضتْ لأخطار كثيرة بسبب التهالك على أخبار الملاح، ولكن الواقع أني كنت في صحبة تلك السيدة رجلاً نبيلاً. وأجمل ما نلتُ منها لم يزد عن قُبلة شهية طبعْتها على جبيني حين أخبرتها أني متأهل ولي أبناء. وقد قهرتني على قبول هدية من العطر و (الكريم) لأرسلها إلى ابنتي أو زوجتي، وقد قبلت الهدية ثم ألقيتها خِفيةً في نهر السين
كانت مرجريت متعِبةً إلى أبعد الحدود
قالت ذات يوم: أنت يا دكتور معرض للسمنة لكثرة ما تشرب من البيرة