أدمج منذ الساعة الأولى في برنامج الحزب الوطني الاشتراكي في مادة خاصة هذا نصها:
(لا يحق لغير أعضاء الأمة أن يكونوا موظفين في الدولة، ولا يحق لغير أولئك الذين ينحدرون من دم ألماني مهما كان مذهبهم أن يكونوا أعضاء في الأمة؛ وإذن فليس ليهودي أن يكون عضواً في الأمة)(المادة الرابعة): ويخصص هر هتلر في كتابه (جهادي) حيزاً كبيراً لنظرية الجنس؛ ويشرح بإفاضة خطر الجنس اليهودي وخواصه المنحطة؛ ويعتبر الجنس الآري وحده أهلاً لإنشاء الحضارة، والجنس اليهودي أشد الأجناس هدماً للحضارة؛ وإن الحضارات الإنسانية العظيمة لا تفنى إلا لأن الجنس المنشئ لها يفنى بامتزاج الدم وتسممه، وأن تاريخ الأمم الآرية يدل على أنها تنحط وتتدهور كلما انحرفت عن مبدأ فصل الأجناس وامتزجت بالشعوب المغلوبة؛ ويعدد هتلر مزايا الجنس الآري، ثم يتحدث عن خواص الجنس اليهودي، فيقول أنه جنس يضطرم بالأثرة، وأنه ذكي ولكنه مقلد مجرد من الابتكار والطرافة، وأنه لم يخلق لنفسه أية حضارة خاصة، ولا يحدوه أي مثل أعلى: ثم يصف الطرق التي يتبعها اليهودي في دخول المجتمعات الجرمانية، فيقول أنه يحل في أثر الجيوش الأجنبية، ويتقدم كتاجر ويشتغل بالوساطة والربا الخطر، ويحتكر التجارة ويرهق الفلاحين؛ ويجتمع اليهود في أحياء أو مجتمعات خاصة، وينشئون بذلك دولة داخل الدولة، ثم يملقون رجال السلطة والأمراء ويمدونهم بالمال، ويستظلون بنفوذهم وحمايتهم، ويسيطرون على البورصة والإنتاج؛ ثم يملقون الشعب ويبدون له في ثوب محبي الإنسانية وأصحاب النظريات الحرة، ويتكلمون الألمانية ولكنهم يحرصون كل الحرص على نقاء جنسهم، ويستعملون لتعزيز نفوذهم أداين قويتين هما الصحافة والبناء الحر (الماسونية). هذا من الناحية الاجتماعية، وأما من الناحية السياسية، فإن هتلر يعتبر الشيوعية (المركسية) يهودية في أصلها وفي غاياتها؛ ويقول لنا إن الوطنية الاشتراكية تؤمن بزعامة الجنس وأهمية الفرد وتجل الزعامة والفكرة الارستوقراطية، ولكن المركسية ديموقراطية حرة تحل مكان الفرد فكرة الجماعة وتتخذ من ذلك وسيلة لتمكين اليهودية من الاستئثار بالنفوذ العالمي.
وليس فيما يقوله هر هتلر عن اليهودية شيء جديد. وإنما هو ترديد فقط للنظرية الألمانية القديمة التي قامت عليها خصومة السامية الحديثة. وكان الكاتب الألماني كرستيان لاصن