وترتيبات لازمة تبتدئ بعمليات التجاذب بين مواد الطحال والجسم الغريب ثم بتعادل وتخفيف المواد السامة القابلة للذوبان. وتعقب ذلك عملية الهضم التي تقوم بها الخلايا الأكولة المتحركة التي تقطن اللب الأحمر)
وتتحفز تلك الخلايا للقيام بعمل سريع؛ فتتجمع حول البويضات النازحة في صفوف متراصة مكونة بذلك خطوط الدفاع التي تعقبها على عجل عملية الخمائر لتوقف فعل المواد الغريبة السامة التي تفرزها البويضات في تلك الدائرة الضيقة. ثم تهجم الخلايا الأكولة على غلاف البويضات فتذيبه إلى مادتها فتلتهمها وإلى ما تخلف بعد ذلك فتبتلعه فتقي الجسم شر تلك السموم)
فإذا تمت هذه العملية التصقت كل خلية بجارتها مكونة سدا منيعا يحول دون تسرب أية مادة سامة إلى النسيج السليم ثم تبتدئ (الخلايا) في توالدها وتكاثرها فتتحول إلى خلايا ذات نواة وهكذا يكبر الطحال تبعا لتوالد الخلايا وتكاثرها أثناء صراعها مع ديدان البلهارسيا وبويضاتها)
مرض متوطن
وأيد الطبيب في إثبات رأيه ما رآه من انتشار قواقع البلهارسيا في الوجه البحري، فإن انخفاض ذلك الإقليم ورداءة طرق الصرف فيه جعلته موطن المياه الراكدة وبالتالي معمل تفريغ الميكروبات والديدان وأهمها البلهارسيا والإنكلستوما.
(ويعتبر مرض تضخم الطحال متوطناً في كل بقاع مصر، وينتشر بكثرة كما تشتد عوارضه وتكثر مضاعفاته بالمناطق المنخفضة بشمال الدلتا حيث تكثر المصارف والترع ويكثر تبعا لها توالد القواقع طول فصول السنة بخلاف ما نشاهده في الوجه القبلي حيث ري الحياض مازال باقياً فتقل بذلك نسبة العدوى قليلا. وبالرغم من وفرة وجود القواقع أثناء الفيضان فأنها لا تلبث أن تموت متى جفت الأرض وانخفض مستوى الماء)
وتظهر الأعراض المبدئية للمرض عقب العدوى بالسركاريا وتظهر مصحوبة بتوعك المزاج وباضطرابات في الجهاز البولي والجهاز المعوي وتظهر البويضات في البول والبراز ويصل تضخم الطحال في هذا الدور إلى أسفل الضلوع بنحو قيراطين. وينشأ نتيجة تفاعلات بلب الطحال أحدثتها إصابته حديثاً ببويضات البلهارسيا