والأساليب. أما الأديب فيفسده الخمول لأنه يصدّه عن درس أسرار النفوس وسرائر القلوب، ويعوقه عن معاقرة صهباء الوجود
وأنت بحكمك الجائر تنسى أساتذة الأدب ولا تذكر غير الأدباء، لأنهم على حدّ قولك استطاعوا أن يسيطروا على الجيل الجديد. . . أتراني أفلحت في إقناعك بخطأ رأيك؟
قل الحق مرة واحدة يا سعادة العميد!
أترك هذه الخواطر، ثم أرجع إلى محاسبتك بصورة غير تلك الصورة
أنت قلت إن الأزهر يخرّج فيه محمد عبده وسعد زغلول فهل تعتقد حقاً أن من طبيعة الأزهر أن يخرج رجالاً مثل محمد عبده وسعد زغلول؟
إن كان ذلك صحيحاً فأين الأزهري الذي خلف محمد عبده؟ وأين الأزهري الذي خلف سعد زغلول؟
وما أقول به عن الأزهر أقول به عن المعاهد المدنية، فابحث عن المنطق الذي يزكي حجتك إن استطعت، وما أحسبك تستطيع
وقد وقفت في كلامك عند الماضي وبعض الحاضر
فهل يحق لي أن أسألك كيف تجاهلت أقدار من أخرجت دار العلوم من الرجال الذين سيطروا على الحياة الأدبية؟
أما يمكن أن يقال إن دار العلوم تخرج فيها عبد العزيز جاويش وحنفي ناصف ومحمد المهدي ومحمد الخضري وعبد المطلب وعبد الوهاب النجار واحمد السكندري؟ أتظن أن هؤلاء لم يسيطروا على الحياة الأدبية حيناً من الزمان؟
وقلت إن دار العلوم لم تغير نحو البصرة والكوفة، فهل غيرت أنت نحو البصرة والكوفة وأنت أستاذ بالجامعة المصرية منذ عشرين سنة؟
أنت رجل مقتحم يا دكتور، وهذا أجمل ما فيك من شمائل وخصال، فامض في اقتحامك إلى غير نهاية، فمصر لا ينجح فيها غير المقتحمين!
من حقك أن تدوس دار العلوم لأنك مقتحم، وسيكون من واجبي أن أفرحك بانتصارك، لأني متخرج في الجامعة المصرية وسأقاسمك الغنائم والأسلاب، فآخر شهادة ظفرت بها من الجامعة المصرية مذيلة بإمضاءات أحمد لطفي السيد ومحمد حسين هيكل وطه حسين.