عضد الدولة ورثائه سيف الدولة وأخته ومملوكه يماك ورثاء المتنبي لجدته ورثائه لأبي شجاع فاتك، وفي رثاء عمه عضد الدولة يقول:
يموت راعي الضأنِ في جهله ... ميتة جالينوس في طبه
وربما زاد على عمرهِ ... وزاد في ألأمن على سربه
وفي رثاء أم سيف الدولة يقول:
وصرتُ إذا أصابتني سهام ... تكسرت النصال على النصال
وفي رثاء مملوك سيف الدولة يقول:
وأوفى حياة الغابرين لصاحب ... حياة امرئ خانته بعد مشيبِ
إذا استقبلتْ نفسُ الكريمِ مصابَهُ ... بخبث ثَنَتْ فاستدبرتْهُ بطيبِ
وفي رثاء جدته الرائع يصف ما لاقاه في سبيل تجشيم نفسه عظام المساعي فتزداد لذة القارئ في قراءته. والمتنبي إذا أراد الوصف أجاد كما في وصف الأسد وكما في وصف شِعب بوان ونباتة الذي يقول فيه وهو من أبدع الوصف:
مغاني الشِعب طيباً في المغاني ... بمنزلة الربيع من الزمان
ويصف الخيل كما في قوله (وما الخيل إلا كالصديق قليلة. الخ) ويصف الحروب. وليس إقلاله من وصف مظاهر الكون والطبيعة من عجز، بل لأن بصر بصيرته كان موجهاً إلى دخائل نفسه ونفوس الناس وأخلاقهم في الحياة أكثر مما كان موجهاً إلى مظاهر المرئيات وله في الغزل بالرغم من ذلك أشياء تستجاد وتستحب مثل قوله:
زَوِّدِينا مِنْ حْسن وجهك مادا ... م فحسن الوجوه حالٌ تحول
وصلينا نَصِلْكِ في هذه الدن ... يا فان المقام فيها قليل
وقوله:
إذا كان شم الروح أدنى إليكمُ ... فلا برحتني روضةٌ وقبولُ
ألم ير هذا الليل عينيك رؤيتي ... فتظهر فيه رقة ونحول
فسحر شعر المتنبي هو سحر جاذبية الشخصية المعتدة بنفسها وسحر ما تختبره من الحياة.
ولا نعني بسحر الاعتداد بالنفس أن الناس لا يقاومونه. هم يقومونه بكل وسيلة في أول الأمر، وبعضهم يظل يقاومه حتى مع التأثر به. بل إن بعضهم تدل شدة مقاومتهم له على