للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أنا اليوم عند الناس ومن أنت؟. .

هانحن أولاء التقينا منذ عام يظلّنا سقف واحد في دويرة تجمعنا وتجمع لنا ما تفرق من أحلام الشباب؛ ووجدنا تعبير رؤيانا. ولكن. . . أين أنا؟ وأين أنت؟

ماذا أجدى عليّ هذا الجهد المتواصل عشر سنين أبتذل شبابي وأنفق من دمي في سبيل المجد والشهرة والصيت البعيد!

المجد؟ الشهرة؟ الصوت المسموع؟. . . ما كل أولئك يا عزيزتي في حقيقة الحياة وفي دنيا الناس؟

وا خسارة الصفقة! إن الفراشة الجميلة لا يجتذبها شيء من كل أولئك إنها جميعاً أوهام وأباطيل ليست من السعادة ولا هي سبيلاً إلى السعادة

أين مني نفسي وأين أنتِ مني؟

لقد التقينا يا عزيزتي كما تراءى لنا في أحلام الشباب منذ بضع عشرة سنة، ولكنني لستُ هنا، ولكنكِ لستِ هنا. . .!

إنك أنتِ التي أغريتني بسلوك هذا السبيل منذ سنوات وسنوات فنذرتُ نفسي للفن حتى أبلغ إعجابك، فلا تسأليني بعدُ عن نفسي!

هذا العبوس في وجهك يا عزيزتي ألمٌ إلى آلامٍ على كاهلي. .

حدثيني صريحة: لماذا أنتِ غضبانة؟

أنت تريدينني كما كنتُ منذ بضعة عشرة سنة: فتىً لفتاة لا يشعر شعورَ الحيّ إلا معها؟

أنت تدْعينني لرحلة من مثل ما كان في سالف الأيام ذراعاً إلى ذراع على الطريق؟

أنت تسألينني: متى أراك إلى جانبي كعهد مضى لا يعنيكَ من أمر شيء إلا أن تكون لي وأكون. . .؟

وأنت إلى كل أولئك تريدين لي المجد والشهرة والصيت البعيد؟

لقد أذكرْتِني ما كان من أمري وأمرك يا عزيزتي، وأيقظتِ في نفسي ما كان راقداً من زمان؛ وهجتني إلى ذكرى اللهو والهوى والصبابة وسعادة الحب في سالف الأيام، حين لم يكن في الدنيا غيري وغيرك، ولم يكن الزمان إلا اللحظة التي نعيش فيها لا ماضيَ له ولا آت!

<<  <  ج:
ص:  >  >>