للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هي جزء منه

لئن كان بين الشموس ما يقرب حجمه من حجم الأرض، فإن أغلبها كبير لدرجة أن ملايين الأرض ممكن أن تدخل في أحدها وتدع مكاناً لملايين غيرها. وليس لنا أن نعجب من هذا، فلو أن قروياً لم يخرج في حياته عن بلدته لظن أن كل ما على الأرض من ماء هو من نوع الجداول والمساقي التي اعتاد أن يراها في حدود موطنه الضيق. وما أشد ما تتملكه الدهشة حين يسافر بالبحر للحجاز مثلاً أو لأوربا فإن هذه البحار التي يعبرها تحوي من الماء ملايين أمثال ما تحويه الجداول التي اعتادها

على أن ملايين الملايين من هذه الشموس تكون عالماً واحداً كعالم المجرة الذي شمسنا إحدى شموسه - ويدلنا العلم اليوم أن ملايين الملايين من العوالم تكون الكون

ينتج من ذلك أن الأرض بقاراتها ومحيطاتها هي بالنسبة للكون كشوكة من أشواك التين بالنسبة لإقليم متسع غرس فيه نبات التين، أو كقطرة من الماء بالنسبة لمجموع البحار

هذا هو مركز الأرض من الضآلة بالنسبة للكون الذي هي جزء منه. على أن هذه الملايين من الملايين النجوم تسبح في مجراها على مسافات شاسعة جداً بين الواحد والآخر بحيث يعد اقتراب واحد من حادثاً نادراً جداً

فالمسافة بين الأرض والشمس التي هي مليون مثل ارتفاع الهرم الأكبر صغيرة جداً بنسبة المسافات بين الشموس التي نتحدث عنها. ويكفي أن نعلم أنه بينما يصلنا الضوء من الشمس في ٧ دقائق تقريباً فأنه يصل لنا من أقرب شمس بعد ذلك (الفاسانتور) ويسمونها (قضيب الكرم) في أكثر من أربع سنوات.

ولو أن الشمس على بعدها عنا تمثل مصباحاً في الردهة المجاورة بالمنزل فأن الفاسانتور تمثل مصباحاً في فينا أو طهران

على أن الغالب على الظن أنه أكثر من ألفي مليون سنة اقترب أحد هذه النجوم وهو في طريقه من شمسنا، وكما أن اقتراب القمر يحدث على بحار الأرض ظاهرة المد والجزر أي ارتفاع الماء في جزء الكرة وانخفاضه في الجزء المقابل؛ ويبلغ ارتفاع الماء المد قريباً من الشواطئ المصرية ٣٠ سنتمتراً وفي الجزائر٦٠ س م وفي فرنسا متراً أو أثنين وفي فندي في أمريكا ١٩ متراً و٦٠ سنتمتراً فقد حدث في جسم الشمس مد كبير جداً يبلغ حجمه

<<  <  ج:
ص:  >  >>