المعقول في رأيهم أنه باستمرار الزمن يحتمل أن يقع أي نوع من الحوادث.
ويعتقد السير جينز أن (هكسلي) هو الذي قال:
(لو فرضنا وتركنا ستة من القردة تكتب على الآلات الكاتبة دون أن تَعي ما تخطه مدة طويلة تبلغ ملايين الملايين من السنين، فإننا في سير الزمن نرى بين أسطرها بطريق الصدفة كل الكلمات المحفوظة في المتحف البريطاني. ولو أننا اختبرنا آخر صفحة من الصفحات التي سطرتها القردة فقد نلاحظ أن توقيعاتها العمياء قد خطت أحد أبيات شيكسبير، وعند ذلك يحق لنا أن نعتبر هذا البيت من الشعر حادثاً من أغرب الحوادث. ولو أننا بعد ذلك تصفحنا ملايين الصحائف التي كتبتها القردة في ملايين السنين فإنه مما لا شك فيه أننا سنعثر مرة أخرى على سطر آخر من أبيات شيكسبير كان هو أيضاً وليد الصدفة العمياء).
وهكذا لا بد أن يحدث لعدد قليل من الشموس بين ملايين الشموس الأخرى الحائرة ما حدث للشمس من وجود سيارات تدور حولها، مما أوردناه في مقالنا السابق، ويدل الحساب على أن هذا العدد من الشموس قليل جداً بالنسبة لعدد شموس الكون.
ومن البديهي أن الحياة كما نستوعبها لا تحدث إلا على سيارات شبيهة بالأرض إذ يجب لوجودها شروط طبيعية ملائمة مثل اعتدال درجة الحرارة، وعلى هذا الاعتبار تستحيل الحياة في الشموس نفسها التي هي نيران متقدة كما تستحيل في الحيز بعيداً عنها، فهذا لا تزيد درجة حرارته على أربع درجات فوق الصفر المطلق (أي أقل من ٢٦٨ درجة تحت الصفر العادي)
فالحياة جائزة كويكبات تقع على مسافة معينة من هذه الشموس، إذا ابتعدنا عن هذه المناطق المعينة امتنعت الحياة للبرودة المهلكة، وإن اقتربنا امتنعت أيضاً بسبب الحرارة المحرقة.
ونستدل من الحساب على أن المناطق التي تجوز فيها الحياة لا تكون إلا واحداً على مليون البليون من مجموع الحيز. على أن الحياة تندر في هذا الجزء النادر من الحيز، ذلك لأن تناثر جزء من إحدى الشموس وانفصاله عنها يعد حادثاً نادراً جداً، ويغلب على الظن أنه يوجد نجم واحد في كل مائة ألف نجم يشبه الشمس في وجود سيار يدور حوله كالأرض حيث الحياة على هذا السيار قد تكون جائزة.