وعلى ذكر البقع يقول أحد الفلكيين أن هذه البقع لم تعرف إلا عند اختراع النظارات، ولكن رأيت في الشعر العربي ما يدل على أن العرب عرفوا هذه البقع المظلمة قبل اختراع النظارات
من ذلك ما قاله التهامي:
فبات يجلو لنا من وجهها قمراً ... من البراقع لولا كلفة القمر
القمر من الأرض
لاحظ العلماء أن كثافة القمر تقرب جداً من كثافة الصخور الموجودة في أعماق الأرض، وثبت لديهم أن العناصر التي يتألف منها القمر هي نفس عناصر جوف الأرض؛ ومن ذلك تحققت النظرية القائلة بأن القمر كان يوماً من الأيام جزءاً من الأرض انفصل عنها من المكان الذي هو اليوم قاع المحيط الهادي؛ وهذا يطابق رأي العالم الإنكليزي (جينز) الذي يرى أن التوابع أو الأقمار ليست إلا قطعاً انتزعت من السيارات كما انتزعت السيارات من الشمس على أثر سلسلة من الحوادث تشبه أن تكون واحدة في الحالين
أما الدكتور علي مصطفى مشرفة بك فلا يميل إلى هذا الرأي ولا إلى الأخذ به لأن الأرض (على رأيه) كانت في حالة سيولة عندما انفصل القمر عنها
وقد يكون من الطريف أن يعرف القارئ أنه لما انفصل القمر عن الأرض وافلت إلى الفضاء نشأ (على رأي الأستاذ بكرنج) انفصال أمريكا عن أوربا فكان الأوقيانوس الأتلنتيكي وكان ذلك عندما كانت الأرض مائعة أو شبه مائعة
اقتراب القمر
قد يظن البعض أن اقتراب القمر من الأرض مما يزيدها جمالاً ومما يغمرها بهاء وسناء وسحراً، ومما يجعل الإنسان يتمتع بنوره وبأشعته الفضية أكثر من تمتعه الحاضر. قد يكون هذا الظن في محله فينعم الإنسان حينئذ بمناظر القمر ويجد فيها كل الجمال وكل المتاع
ولكن ذلك لا يكون إلا بثمن؟ وعلى حساب كوارث وبلايا تصيب الأرض من اقترابه منها. فعلى فرض أن هناك من العوامل ما يقرب القمر من الأرض وما يجعله على بعد ستين ألفاً