من الأميال فقط فحينئذ يزيد المد والجزر ٦٤ مرة. وإذا كان ارتفاع المياه عشرة أمتار فسيصبح ٦٤٠ متراً وستغمر الموانئ والمدن وما يجاوزها، وقد يلتقي من جراء ذلك البحران الأبيض والأحمر ولا ينجو من اليابسة إلا القليل كالجبال والربوات العالية
وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل يتعداه إلى الملاحة فلا تعود تأمن سلوك البحار ودخول الموانئ.
منظر الأرض من القمر
إذا تصورنا أنفسنا على سطح القمر ولدينا ما يلزمنا من الأكسجين وما يقينا من الحر والبرد فكيف نرى منظر الأرض؟
وهنا يختلف الوضع عن منظر القمر من الأرض، فلا إشراق ولا مغيب لأن أحد وجهي القمر يبقى متجهاً إلى الأرض دائماً، وأذا اتفق أن ذهبنا إلى الوجه الآخر فلا نستطيع رؤية الأرض بحال ما، وتبدو الأرض كالقمر ولكن أكبر منه، لا تغير مكانها في الفضاء تظهر في بعض الأحيان مظلمة وفي أحيان أخرى منيرة كلها أو نصفها أو ربعها. أما جمالها فيتجلى عندما تكون بدراً إذ يكون ضوءها شديداً أخاذاً.
أما السماء المحيطة بنا ونحن على سطح القمر فغير السماء التي نعرفها، لا شفق هناك ولا سراب، ولا سحب ولا ضباب، نرى الشمس على حقيقتها كرة هائلة في سماء حالكة الظلمة شديدة السواد، ضروها ساطع، ولونها إلى الزرقة مائل. قد يبدو هذا غريباً، ولكن ليس في هذا أي غرابة، فلا جو حول القمر يشتت الضوء ويحلله إلى ألوانه، ولا امتصاص ولا انعكاس لهذه الألوان. وهذا ما يجعل السماء تبدو سوداء ليس فيها ما نراه في سماء الأرض من جمال فاتن وألوان مختلفة خلابة.
نرى القمر عالماً هادئاً يطيب للمفكرين فلا زوابع ولا عواصف ولا غبار تعكر السكينة وتفسد الهدوء، عالماً يكتنف الجبال الكثيرة ويحوي الوديان والفوهات العديدة حيث لا مدن ولا غابات، ولا حقول ولا بحار
القمر والشعراء
لا تعجب من هذا العنوان: فهناك علاقة وثيقة بين القمر والشعر، وكيف لا يكون هناك