للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خمسين وقيل ثمانين وقيل غير ذلك، وقد نزل بهم إسخيلوس إلى ثمانية وأربعين لا يظهر منهم في المشهد الواحد إلا اثنا عشر. وقال ستوبارت بل كان يظهر منهم في المشهد الواحد خمسة عشر يخرجون من المحراب في صفوف ثلاثية طولية عدد كل منها خمسة، ويقودهم رئيسهم صاحب الناي وعلى يمينه ويساره قائدا الصفين الآخرين

وكان أفراد الخورس يُختارون من أمهر الراقصين اليونانيين، ومن الذين مرنوا على الإنشاد والغناء، وذلك لما يتطلبه فن الدرامة اليونانية من التوقيع الموسيقي الرشيق الأنيق المنتظم الذي يوائم مجرى التمثيل ويتفق ومشاهد المأساة أو الملهاة

أما ملابس الخورس فكان يؤدي ثمنها المثري الذي تعهد للشاعر بمصروفات الدرامة، وكان لكل فرد من المنشدين أربعة (أطقم) من الثياب يغيرها حسب اختلاف المشاهد. . .

وكان للخورس المقام الأول في الدرامة القديمة، فهم الذين يشرحون الحوادث وهم الذين يعطون للنظارة كل فكرة هامة عن الدرامة، وما الممثل (أو الممثلان أو الثلاثة) إلا قائد التسلسل أو كما يقول آرسطو أي الشخص الذي يقود الحديث ويوجهه. وقد أخذت مهمة الخورس تتضاءل وتقتصر على الشرح الخفيف والأغاني والموسيقى بعد اسخيلوس. ففي درامة المتضرعات ترى أن الخورس هم أبطال الرواية ذكوراً وإناثاً، وأنهم ينشدون من مادتها الثلثين على الأقل؛ أما الثلث الباقي فهو للحوار ويؤديه الممثلان. فالخورس في إسخيلوس هم صلب الرواية، وهم حاضرون أبداً في الأوركسترا لا يبارحونه. . . أما في سفوكليس، أو في درامته فيلوكتيتس فلا تكاد تحس للخورس تلك الأهمية، بل لا تكاد تحس لهم أهمية مطلقاً، وهم لا يظهرون في الأوركسترا إلا بعد أن تقترب المأساة من أوجها، ولا يكادون ينشدون من مادتها أكثر من السدس. وهذا هو السبب في سرعة الأداء في مآسي سوفوكليس وبطئه في مآسي إسخيلوس، بل هذا هو السبب الذي أظفر الشاعر الشاب بالشاعر الشيخ كما سنرى فيما بعد.

وقد فقدت أغاني الخورس قيمتها تقريباً في درامات يوريبيدز واحتلت الموسيقى المكان الأول فيها جميعاً، وقد حدث ذلك التبدل حينما انحط الغناء وتشوف الأثينيون إلى الموسيقى العلوية الرفيعة التي تذكى المشاعر وتحوم بهم في آفاق شعرية جميلة، ومن هنا اهتمام يوريبيدز بالأناشيد والمراثي القروية مما سوف نتناوله في حينه إن شاء الله.

<<  <  ج:
ص:  >  >>