للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أخرى على إن أعضاء العصبة يعترفون بأن تأييد السلام يقتضي تخفيض التسليحات القومية إلى الحد الذي يتفق مع السلأمة القومية وتنفيذ التعهدات الدولية. . . وعلى (أن مجلس العصبة ينظم وسائل هذا التخفيض) (المادة ٨)، ونص من جهة أخرى في ديباجة القسم الخامس من المعاهدة وهو الخاص بتجريد ألمانيا من سلاحها، إن هذا التجريد إنما هو وسيلة لتمكين تنظيم تحديد السلاح تحديداً عاماً بالنسبة لجميع الأمم، وقد أنشأت عصبة الأمم لجنة نزع السلاح ومؤتمره منذ عشرة أعوام تنفيذاً لما يقتضي به ميثاقها، واشتركت ألمانيا في أعمال المؤتمر نزع السلاح منذ دخولها في العصبة، وجاهدت بكل ما وسعت في سبيل تخفيض السلاح؛ ولكنها لم تظفر بأية نتيجة، لأن دول الحلفاء وفرنسا بنوع خاص، لا تريد أن تجري في تسليحاتها أي تخفيض يذكر، ولهذا تقول ألمانيا اليوم إنه ما دام إن نصوص المعاهدة في شأن تخفيض السلاح لم تنفذ، وما دام إن تجريدها من السلاح كان مقروناً بوجوب إجراء هذا التخفيض، فهي من جوانبها في حل من أن تسترد حقها كاملاً في تسليح نفسها وتنظيم دفاعها القومي، وهذا منطق سليم واضح، ولألمانيا فيه كل الحق، ولكنه قوبل من فرنسا بأشد اعتراض؛ وأبت فرنسا وبريطانيا العظمى على ألمانيا كل حق في المساواة الفعلية في التسليح، واقترحتا وضع رقابة دولية على موقفها ورأت أن تختم هذا الجدل العقيم، فانسحبت من مؤتمر نزع السلاح ومن عصبة الأمم في منتصف أكتوبر الماضي، وكانت خطوة جريئة ولكن موفقة من جانب الحكومة الاشتراكية؛ وكان لها أكبر وقع في سير السياسة الدولية، وفي نفس اليوم الذي أقدمت فيه الحكومة الألمانية على هذه الخطوة الحاسمة، أستصدر هر هتلر مرسوما بحل الريخستاج وإجراء انتخابات جديدة ليستفتي الأمة في سياسته الخارجية؛ وأجريت هذه الانتخابات في ١٢ نوفمبر الماضي وخرج منها هتلر بما يشبه إجماع الشعب الألماني على تأييده في العمل لاستعادة مركز ألمانيا الدولي كدولة عظمى والاعتراف لها بحق المساواة في الدفاع القومي وسائر الحقوق القومية الأخرى واضطرت فرنسا إزاء هذا التطور أن تدخل في مفاوضات مباشرة مع ألمانيا لبحث الموقف. وتجري هذه المفاوضات منذ أسابيع. وتحاول إنجلترا وإيطاليا أن تقوما بدور الوساطة والتوفيق. وبينما تؤيد إيطاليا وجهة النظر الألمانية إذا بإنجلترا تتراوح بين التأييد والمعارضة، فهي لا تريد أن تبقى فرنسا محتفظة بزعأمة أوربا

<<  <  ج:
ص:  >  >>