حيث الطول والعرض والارتفاع، موجود كله في القشرة المكونة لها.
هذا الحيز ذو الثلاثة أبعاد المعوج في حيز ذي أربعة أبعاد، يعطينا الرياضيون عنه خواص تتصل بفهمنا للكون، منها أن التقوس كاف ليعطينا حيزاً مغلقاً يختلف عن الحيز المفتوح اللانهائي بالطريقة التي يختلف فيها سطح الكرة عن سطح مستو غير محدود.
كل ما أريد أن يعلق بذهن القارئ هو أن يعتقد أن الحيز المتقوس نتيجة رياضية، ونتيجة عملية في أن واحد، ونكرر القول أن الحيز الطبيعي الذي نحن فيه، حيز من شأنه أن خطا ما، أو موجة ضوئية أو كهربائية، تعود إلى النقطة التي بدأت منها، بعد أن يكون كل منها قد دار حول الكون.
صحيح قد دلتنا التجارب حتى اليوم على أن التقوس صفة ضرورية ولازمة في جزء من هذا الحيز، هو جزء محدود بحدود رؤيتنا فهل يتقدم العلم التجريبي تقدماً يثبت فيه أن هذا الحيز محدود وأنه مغلق؟ هذا ما يعتقده العلماء.
هذا الحيز المتقوس والمقفل على نفسه، يعتقدون أنه كروي، وأن وجود المادة فيه من أن لآخر يحدث اختلافات فيه عندها، كما تحدث الجبال اختلافات في كروية الأرض، وكما أن المساحة الجانبية للكرة الأرضية محدودة، كذلك حجم الحيز الكروي للكون محدود، ولكنه يكبر.
قد يتساءل القارئ: ما لي وكل هذا؟ لماذا هذه الصورة من الكون التي تمنعني تصوراتي من استيعابها؟ أو نحن في حاجة لهذه الصورة المعقدة، لنفهم تمدد العوالم وابتعادها الواحد عن الآخر؟ ألا يكفينا الفراغ الأقليدسي القديم الذي اعتدناه في المدارس، والذي فهمناه على أيدي مدرسين قديرين، قطعوا السنين الطويلة في تلقيننا صورته، والذي دخلنا من أجله عشرات الامتحانات؟ ألا يكفي حيز أقليدس الذي أتصور فيه الطول والعرض والارتفاع لأي كائن كما أتصور فيه المسافات مهما ابتعدت؟
وجوابنا أن عالمنا الأقليدسي لا يكفي لفهم الظواهر الجديدة في تمدد العالم، ويتناقض مع معارفنا الحالية، وإنني إذا كنت أجهدت نفسي في أن نفهم معاً كوناً كروياً، كروياً ليس كالكرة المعتادة، فلأن لذلك صلة كبرى، إن لم تكن بتمدد الكون في ذاته، فعلى الأقل بالنتائج التي تترتب على هذا التمدد. . . نتائج سيدهش لها القارئ عندما أدله عليها في