الذي لا يخجل، وليعتمد علينا اعتماد الولد الذي لا يحمل عن والده ما تحمل؛ والله يديم تعميره، ويحرس تأميره، ويقضي له بموافقة التوفيق، ويلهمه تصديق ظن الصديق)
ذلكم كتاب بطل المسلمين وقاهر الصليبين (صلاح الدين) وإن (معزي) ملك بيت المقدس هو (منقذ) بيت المقدس.
(الإسكندرية)
* * *
التصوف الإسلامي
أخي الأستاذ الزيات
يسرني أن أقدم إليك القصة الآتية: لما ظهر كتاب التصوف الإسلامي كنت أنتظر أن يقع من جميع الباحثين موقع القبول، ثم أزعجني أن يتلقاه بعض الناس بالكدر والامتعاض. وقد دلني ذلك على أن التضامن منعدم بين أدباء هذا الجيل.
وأعيذك أن تظن أني خائف على نفسي من لجاجة بعض الحاقدين. وكيف أخاف وذلك (البعض) واحد من جملة الذين عادوني وخاصموني ثم ارتدوا على أعقابهم خاسرين؟
أما الخوف على كتاب التصوف الإسلامي فهو لا يخطر في البال، لأن الكتاب سيشق طريقه إلى القلوب والعقول، ولو تظاهر الناس كلهم على دفع أمواجه الأدبية والفلسفية.
وإنما أشغل نفسي بهذه القضية لسببين: الأول حق التاريخ، والثاني حق الواجب.
أما حق التاريخ فهو تسجيل ظاهرة من ظواهر الأخلاق، لأن ذلك الأستاذ لذي يحارب كتاب التصوف الإسلامي هو رجل دفعت عنه كيد خصومه بكلمة قوية نشرتها في مجلة الرسالة، وما أمن عليه بما صنعت من جميل، وإنما أسجل أننا قد نخطئ مواطن الجميل في بعض الأحيان.
أما حق الواجب فهو دفع الأذى عن العقول التي تقبل على مؤلفاتي، فما يجوز أن أترك أنصاري عرضة لأراجيف المتقولين والحاقدين.
فما الذي عابه ذلك الأستاذ المفضال؟
١ - قال: إني كتبت في التصوف ولست صوفياً، ولا يجوز عنده أن يكتب في التصوف