وروى أن عمر بن الخطاب قال: أنشدوني لأشعر شعرائكم. قيل: ومن هو؟ قال: زهير. قيل: وبم صار كذلك؟ قال: كان لا يعاظل بين القول ولا يتبع حوشي الكلام ولا يمدح الرجل إلا بما فيه.
وفي الشعر والشعراء: كان أوس بن حجر عاقلاً في شعره كثير الوصف لمكارم الأخلاق وهو من أوصفهم في الخمر والسلاح ولاسيما القوس. وسبق إلى دقيق المعاني وإلى أمثال كثيرة.
وقال الجرجاني:
(ولو تأملت شعر أبي نواس حق التأمل ثم وازنت بين انحطاطه وارتفاعه وعددت منفية ومختارة لعظمت من قدر صاحبنا (يعني المتنبي) ما صغرت، ولأكبرت من شأنه ما استحقرت، ولعلمت أنك لا ترى لقديم ولا لمحدث شعرا اعم اختلافا وأقبح تفاوتا، وأبين اضطرابا، وأكثر سفسفة، وأشد سقوطا من شعره) يعني أبا نواس.
وفي العمدة:
(وقال بعض من نظر بين أبي تمام وأبي الطيب: إنما حبيب كالقاضي العدل، يضع اللفظة موضعها، ويعطي المعنى حقه بعد طول النظر والبحث عن البينة، أو كالفقيه الورع يتحرى في كلامه ويتحرج خوفا على دينه.
وأبو الطيب كالملك الجبار يأخذ ما حوله قهراً وعنوة، أو كالشجاع الجريء يهجم على ما يريد. لا يبالي ما لقي ولا حيث وقع)
٣ - ومن قولهم في تأثير البيئة في الأدب قول الجرجاني:
(ومن شأن البداوة أن تحدث بعض ذلك (الخشونة والجفاء) ولأجله قال النبي صلى الله عليه وسلم: من بدا جفا. ولذلك تجد شعر عديّ وهو جاهلي، أسلس من شعر الفرزدق ورجز رؤبة وهما إسلاميان لملازمة عديّ الحاضرة، وإبطانه الريف، وبعده عن جلافة البدو، وجفاء الأعراب. وقال ابن رشيق:
(قد تختلف المقامات والأزمنة والبلاد فيحسن في وقت ما لا يحسن في آخر، ويستحسن عند أهل بلد ما لا يستحسن عند غيره؛ ونجد الشعراء الحذّاق تقابل كل زمان بما استجيد