الشاعر والفتاة. . ولكنه ازور عنها يضحك منها. فأحزنها الأمر، وقامت إلى عجوز فقصت عليها نبأ (وانا) مع الشاعر المخيف: (ويلي كيف السبيل إلى طرده. . . إنه ساحر ملعون. . . فلأحرضن الفتيان عليه!)
وجاءت إلى الفتيان وقالت لهم: (ويحطم. . . ألا تستطيعون نزع ابنتي من هذا الشاعر فترقصوا معها. . . هيا. . . هيا!)
وقام الفتيان. . ولكنها ردتهم خائبين. . فمالوا إلى الشاعر يلحون عليه في الرقص. . فأذعن بعد لأي. . وانتصب يرقص مع الفتاة. .
وبينا هو كذلك. . . إذ طرب. . . فاندفع لينشد الشعر. . . فخرست القيثارة. . . وأنصت القوم وقال هانرهان:
(يا أصابع الموت المخيفة. . .!)
(لن تمسِّي روحينا في هذا المكان. . .!)
(ولكن في ذلك الوطن الغالي الحبيب. . .!)
(حيث تبسم الزهور وترفّ الثغور. . .!)
(من راد الضحى. . . حتى جنوح الأصيل.)
(حيث تدب الجداول. . . الجذلى. . .!)
(تحمل موجات الجعة العذبة الشقراء. . .)
(وحيث يلعب الشيخ الهِمّ على الأوتار. . .)
(في الغابة المليئة بالذهب والفضة. . .!)
(وحيث الأميرات ذوات العيون الزرق الصافية)
(يرقصن على الحشيش الغض بفرح وكبرياء. . .!)
كان يغني بحماسة وشوق و (وانا) تتقرب منه، وقد حرك إنشاده شجونها وملك عليها أمرها. . . فلما فرغ من إنشاده. . . أطرقت (وانا) وسقط الدمع من عينيها ندي. فقال أحد الفتيان:
- أيها الشاعر. . . . أين هذه البلاد التي تصفها في شعرك؟ (وانا) إنه يخدعك. . . إن الطريق طويلة. . . والوطن بعيد!