كتاباته ونقده اللاذع في الوقت الذي لم يفته فيه أن يخرج للناس مسرحيات قوامها علم النفس الحديث وبعض مشاكل المجتمع
وحدث في عام ١٩٣٥ أن أرادت الحكومة دراسة حالة المسرح في النرويج فصدر أمر إداري بتعيين لجنة فنية لكتابة تقرير واف عن المسرح ومدى تقدمه وما ينتظر له في مستقبله وأوجه النقص فيه وكيفية إصلاحها. . . وباشرت اللجنة عملها ودرست المسرح النرويجي دراسة وافية، ثم وضعت، ثم وضعت تقريراً لست في حاجة إلى نقله، بل أفضل تلخيصه ليستوعبه أفراد الهيئات الفنية في مصر:
(يجب على الحكومة والمجالس البلدية أن تضاعف قيمة الإعانات التي تقدمها للمسرح القومي كي يستطيع أن ينهض بأعباء الرسالة المقدسة التي اضطلع بها، وكي يشرف الاسم الذي يحمله كما يجب على الحكومة أن تسرع في سن قانون يحدد مركز المسارح ويضمن تغطية نفقاتها. . .)
ورأى هؤلاء الخبراء أن يعمدوا إلى طرق منطقية لترقية المسرح وكان أن اقترحوا ضرورة تعميم الإذاعات الأثيرية من مسرح المملكة كي يسمعها سكان القرى البعيدة فيأخذوا من المسرح فكرة أولية تنمو مع الأيام فتستحيل حباً وإعجاباً.
وبلاد النرويج تكاد تكون الوحيدة بين بلدان العالم التي تعنى بتربية الناشئة تربية ثقافية فنية، فتراهم يلقنون الطفل في المدرسة حب المسرح وذلك الخلق جيل جديد يتفهم الرسالة المسرحية، ويعمل مخلصاً على رفعة المسرح القومي فأنشئوا للأطفال (الجماعات التمثيلية المدرسة) وشجعوا الطفل على ارتياد المسارح بأجور زهيدة حتى إذا شب علق بهذا الفن وأصبح يرى في إحدى ضروريات الحياة.
والممثل في النرويج يعيش في بحبوحة من الرزق لأنه يتبع النظم ويسير وفق القانون وينفذ بنود العقد المرتبط به، ولا يخل بشرط منها مهما كانت الأسباب قوية واضحة. إنهم هناك يحترمون العقود ويقدسون إمضاءاتهم على العكس من السادة ممثلينا من فطاحل المسرح المصري الذي نسمع بالواحد منهم وقد موضع إمضاءه على أكثر من عقد وفي أكثر من فرقة
أما أصحاب المسارح هناك فيحبون ممثليهم ويعملون على نصرتهم وجمع شملهم، وتوحيد