للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويسمع الكلمات، ولكن خلوا من المعاني.

ومنذ اشهر قليلة حدث حادث عجيب في (لوس انجلس) بأمريكا الشمالية. فتاة مكسيكية دخلت مستشفاها العام للعلاج فقاس الأطباء فيما قاسوا درجة حرارتها فكانت ٤٣ , ٣والمعروف في الطب إن درجة ٤٢ قاتلة. واستمرت هذه الحرارة عالية شهراً من الزمان. فحصها المختصون فاجمعوا على إن سلعة درنية نمت من مخها في المنطقة التي تضبط درجة الحرارة في الإنسان فساء ضبطها.

إن الجراح يستطيع اليوم أن يرسم خريطة للمخ كاملة يتبين فيها خلايا المخ وما تخص به من وظائف أعضاء الجسم المختلفة فهو إذا أتاه مريض عرف من أوجاعه وأعراضه أي مناطق الرأس اختل فيذهب إليها قدماً فلا ينحرف عنها قيد إصبع

اذكر رجل شفيناه من الصرع استهداء بتلك الخريطة كانت تبدأ الرجفة في وجهه فعرفنا من هذا إن اصل الداء واقع بمنطقة الحركة بمؤخر المخ. وأردنا زيادة التحقق ودقة في تحديد الموضع، فخرقنا ثقبين في مؤخر الرأس، وغرزنا في مادة المخ إبرتين جوفاوين ومصصنا من سائله بعضه، ثم ملانا الفجوة التي خلت بالهواء، ثم أخذنا صورة سينية أرتنا إن تلك الفجوة غير منتظمة وان شكلها استطال في ناحية وابعج في أخرى بسبب ضغط سلعة لم تتراجع مع مادة المخ تحت ضغط الهواء المحقون. . بهذا الكشف الجديد تعرفنا على موضع السلعة التي لكأنما رأيناها رأى العين، ثم أزلناها.

ويختلف حس المخ اختلافا كبيرا تبعا للموقع الذي يحصل الفساد فيه، فقد لا تتعدى البثرة رأس الدبوس حجما فتحدث أعراضا مريعة هائلة، ثم قد تبلغ في موضع آخر قبضة اليد حجماً قبل أن تحدث حدثاً خطيراً.

منذ أعوام جاءني صديق يهوى لعبة التنس يشكو من ذراعه انه لا يتجه بالكرة الجهة التي يريدها وانه عبثاً حاول استرجاع الأصابة التي كانت له منذ حين، وهذه كانت كل شكاته. فامتحناه فتبين إن سبب ذلك سلعة بقدر البندقة فأزلناها وبذهابها رجعت إليه رمايته الأولى. رجل مبخوت هذا الصديق الذي نحن بحديثه، فلولا ملاحظته الدقيقة لما فطن أحد إلى دائه الخبيء، ولزادت سلعته حتى لنشق استأصالها أو استحال. وقد اصبح أطباء العصر من اجل ذلك وأمثاله حريصين على تعرف السلع في المخ ولما تكبر ويستفحل أمرها

<<  <  ج:
ص:  >  >>