للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يصاب بالعلل الأولى

وهكذا أثبت مواطننا أن هناك دفاعين: دفاعاً إيجابياً ودفاعاً سلبياً تؤمَّنه الشبكة الغارشية لإمداد الجسم بقوى الدفاع عن سلامته بحسب نوع الجراثيم التي تجتاحه

هذا وإنك لتجد في تقرير الدكتور فرح من تجاربه في دم الأرنب ما يدلك على مبلغ دقته واجتهاده في التوصل بالتجارب العملية إلى نتائج لا تترك مجالاً للشك في صحة القاعدة التي يضعها، فقد تحقق أن الأرنب ذو مناعة طبيعية ضد التيفوئيد لأنه لا مادة ملونة للصفراء في دمه، ولكنه تمكن من قتل هذا الحيوان بهذا الداء بمجرد حقنه يومياً بهذه المادة بعد تلقيح دمه بباشلس ابيرت

وفي هذا التقرير عن سير السل وما يؤدي إليه ظهور اليرقان من اشتداد العلة، والاتجاه إلى نزف الدم، وعن الحمى القرمزية، والربو وتأثير المادة الملونة للصفراء فيهما، ما يطول إيراده تفصيلاً في هذه العجالة.

وبعد أن أورد الدكتور بيانه مستشهداً باختباراته وبما جاء مؤيداً لها من اختبارات من أخذوا بنظريته من علماء الغرب يقول:

إننا لا نغالي إذا نحن أكدنا أن أشد أعداء الإنسانية خطراً إنما هي البنموكوك، وباشلس كوخ لأن عليهما تقع تبعة أكثر ما نشاهد من عاهات، وما يقع من وفيات. هذا فضلاً عن أن أعراضهما المرضية تتخذ أشكالاً جد متعددة؛ وإذا ما احتلا مرتعاً من الجسم توافر الاستعداد فيه أو انكشف إحساسه فإن الأول يؤدي إلى الإصابة بالروماتزم الحقيقي، والثاني إلى ما يشبه الحقيقي، وإلى داء المفاصل على اختلاف أنواعه وفقاً للتفاعل الخاص في كل فرد.

وبعد أن يعرض الدكتور البحاثة لأنواع الأمراض التي يلعب البنموكوك دوره فيها كذات الرئة والالتهابات الشعبية والربو والحمى القرمزية والسل يعود فيضع حدوداً للتمييز بين ما تثيره سموم البنموكوك وما تثيره سموم السربتوكوك من علل مختلفة مثبتاً تأثير المادة الملونة للصفراء وأملاح الصفراء على الروماتيزم الحقيقي بعد أن يثبت البنموكوك هو المسبب له عند ثورته

ومما لاحظه مما يؤيد اكتشافه هو أن المرأة المصابة بالروماتيزم تزول أعراض هذا الداء

<<  <  ج:
ص:  >  >>