ويقول لفنجستون الرحالة المشهور إنه شاهد في أنحاء أفريقيا قبائل يحيي بعضهم بعضاً بقوله: أين ترقص. وذلك أن رقص الإنسان يدل على قبيلته ويميط عن أخلاقه الاجتماعية والدينية
ويقول فريزر: إن الإنسان الأول لم يكن يلهج بدينه بل كان يرقصه. ويقول الكثير من علماء الشعوب: إن الأديان فيما مضى من الزمان كانت قائمة على الرقص، وإن الإنسان الأول تعلم الرقص قبل أن يتعلم الدين)
ولعل في هذا البحث ما يبعث على التفكير في أساليب بعض رجال الطرق في مصر، وفي غيرها من البلاد الشرقية
مدارس للاستعمار - عن لافرانسيز دي أوتر مير
في ألمانيا الآن مدرستان للاستعمار، إحداهما في وتزنهوس، ولها قسم للتعليم العملي في بترفيلد، والأخرى في رندسبرج. فالأولى تعد رجالاً ذوي قدرة على الاستعمار والاستغلال، والثانية تعد الزوجات الصالحات لهؤلاء الرجال.
وعلى مسيرة ساعة من المدينة يرى هؤلاء التلاميذ مكبين على أعمالهم في معزل عن العالم، ليألفوا هذا النوع من الحياة، التي لا تختلف عن حياة (روبنسن كروزو). وهم يقومون بتشييد المباني وتجديدها، ويستخدمون في أعمالهم أبسط الآلات.
والمدرسة تقوم على تعليمهم النظريات العالية بطرق عملية بسيطة، فإلى جانب العلوم التي يلقنونها داخل الفصول: في الزراعة والتاريخ والطب والصيدلة ونظام المكتبات، واللغات الشرقية، وإدارة المستعمرات يتدربون على الشئون العملية في الحياة تدريباً عجيباً؛ فمن الصباح الباكر يستيقظون لحلب البقر وحمل لبنها إلى حيث يصنعون الجبن والزبد.
ويقوم تلاميذ هذه المدرسة بزراعة الحبوب، ويتولون شأنها في جميع الأحوال من الحرث إلى الحصد، ويقومون بطحنها، وعجنها. وهم فوق ذلك يتعلمون الهندسة الكهربائية، وهندسة الري والبناء والطرق والجسور، وأعمال النسف والتدمير
والمستعمر الألماني يتدرب على صناعة الطوب الذي يستعمله لبناء المساكن، وعليه أن يتعلم النجارة، وإصلاح الأخشاب وإعدادها، وصناعة السفن وعمل السروج والحدادة على اختلافها. وأخيراً يجب عليه أن يتعلم فنون الحرب ويلم إلماماً تاماً بالتعاليم النازية. أما