تولستوي الأديب الروسي صراع عنيف بين نشدان جمال الصنعة في الآداب والفنون وبين البحث عن الحقيقة الروحانية، وهذا الصراع قد يفسر اختلاف قوله في البحتري. وبعد كل ذلك نرجو الأستاذ القطان أن يرجع مرة ثانية إلى هذه النسخة المأخوذة بالتصوير الشمسي ليرى هل هي كاملة، وهل هي مقصورة على عيوب البحتري، فإذا كانت كاملة (لا ناقصة كما في بعض الكتب النادرة) وإذا كانت مع تمامها مقصورة على عيوب البحتري كان ابن خلكان مخطئاً في وصفه لمحتويات الكتاب، وكان المعري ظالماً إذا اختص البحتري في كتابه عنه بالعيوب ولم يختص أبا تمام والمتنبي، وهذا أمر مستبعد ولكنه لو صح لكان حجة لنا أيضاً
عبد الرحمن شكري
حول مقال المبتدأ الذي لا خبر له
للأستاذ عبد المتعال الصعيدي جولات في ميادين العلم والأدب خرج في بعضها ظافراً أيما ظفر. . .
وفي العدد الماضي من الرسالة إحدى جولات الأستاذ في علم النحو أساجله فيها والله أعلم أينا يكون له الظفر؟
درس الأستاذ علم النحو في هذا العام ودرج فيه - كما يقول - على عادته من إيثار تمحيص المسائل على ترديدها كما دوَّنها المؤلفون. أي كما يفعل كثير من الناس! ونحن نحمد للأستاذ طريقته هذه لأننا نعتقد أنها الطريقة المثلى التي يعم نفعها وتجنى ثمرتها، ونأمل أن ينتهجها كل من يتصدى لدراسة المسائل العلمية.
وكان مما محَّصه الأستاذ من مسائل النحو وخرج منه بنتيجة مسألة (المبتدأ الذي لا خبر له) وهو الوصف الذي له مرفوع يغني عن الخبر في مثل قول ابن مالك: إسارٍ ذانِ.
ومجمل بحث الأستاذ في هذه المسألة أمران خرج منها إلى نتيجة، ووضع قاعدة جديدة في علم النحو.
الأمر الأول: مؤاخذة النحاة في إعرابهم الوصف في مثل هذا الموضوع مبتدأ (لأن المبتدأ - في الجملة الاسمية - هو المحكوم عليه، والوصف هنا في مقام الفعل فليس محكوماً عليه