من أي إشعاع، وقد بحث هؤلاء في التغير الحادث في عملية التأين في الحيز الواقع بين سطح البحر، وبين منسوب ٩٠٠٠ متر. وقد دلت التجارب كما قدمنا أن التأين يتزايد في الطبقات المرتفعة من الجو. وهذا ما جعل الأفكار تتجه إلى أن سبب التأين أشعة متجهة من أعلى إلى أسفل في طبقات جو الكرة الأرضية، وليس أشعة تتجه من الأرض إلى الطبقات العليا
كذلك قام فريق من العلماء بتجارب عديدة تحت سطح الماء بأن حملوا الأوعية التي تحدث فيها عملية التأين ويسمونها: غرفة التأين ? في أعماق البحيرات، ووجدوا أن عملية التأين تقل كثيراً تحت سطح الماء. ولقد كان لكولهورستير وميليكان وكامرون فضل كبير في هذه المباحث بتجاربهم التي قاموا بها في البحيرات الجبلية المختلفة الارتفاع، وأهم ما توصلوا إليه من نتائج، هو أن درجة التأين. أو قوة الأشعة الكونية تختلف مع كمية المادة الموجودة فوق غرفة التأين سواء كانت المادة ماء أو هواء
هذه الدراسات بلغت درجة كبرى من الدقة في أعمال ريجنيه الذي أدلى غرفة مسجلة للتأين في مياه بحيرة كونستانس إلى عمق ٢٣٠ متراً. كذلك أرسل بغرفة أخرى في منطاد بلغ في صعوده ٢٥ كيلومتراً حيث يبلغ الضغط الجوي عند هذا الارتفاع ٢٢ مليمترا وحيث يتبقى من كتلة الهواء٣ % من كتلته الأصلية وترى نتائج (ريجنيه في الشكل١) حيث ترى كيف يتغير عدد الأيونات المزدوجة في كل س م٣ من الهواء في الثانية مع العمق، وكيف يرتفع هذا العدد في طبقات الجو العليا؛ وكيف ينخفض جداً تحت سطح البحيرات. وقد دلت التجارب الأخرى أن الأشعة الكونية تصل مخترقة الماء لمسافات تزيد على٥٠٠ متر
هذه المناطيد التي استعملها ريجنيه وغيره من النوع الذي يطلقونها بعد أن يضعوا فيها أجهزة طبيعية تسجل الأرصاد المختلفة التي تتبين للعلماء بعد العثور على هذه المناطيد التي ترد في العادة من الأماكن البعيدة التي تقع فيها، وتسمى هذه المناطيد بالمناطيد الجاسة
وقد بلغت هذه المناطيد شأواً كبيراً من التقدم منذ استطاع أيدراك وبيروه في سنة ١٩٢٧ أن يحصلا بطريقة لاسلكية على كل المعلومات التي تسجل داخل البالون، وترسل