القيم الذي له المقالات التي طال بينه وبين أهل عصره فيها الخصام وأخرج من مصر. وليس الأمر كذلك. . . الخ).
هذا كلام العلامة الشوكاني وهو جلى ظاهر لا يحتاج إلى تعليق وقال صاحب كشف الظنون:(المنتقى في الأحكام لمجد الدين ابن تيمية شرحه السراج عمر بن الملتن الشافعي المتوفى سنة ٨٠٤ ولم يكمله. . . الخ).
إبراهيم يسن القطان
هل تتكرر ما لنفي النفي؟
ذكر ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك أنه يشترط في عمل ما عمل ليس ألا تكون مكررة. فإن تكررت بطل عملها، نحو - ما يزيد قائم - فالأولى نافية، والثانية نفت النفي، فصار الكلام إثباتاً.
وكان على ابن عقيل قبل أن يشترط ذلك الشرط الذي انفرد به أن ينظر: هل تجيز العربية هذا الأسلوب أو لا تجيزه؟ وإني لا أذكر أنه مر على في كلام العرب منظومه ومنشوره مثل ذلك الاستعمال، وإنما يتكرر حرف النفي فيها للتأكيد، مثل قول الشاعر في تكرار ما:
لا يُنسك الأسى تأسياً فما ... ما من حمامٍ أحدٌ معتصما
ومثل قول الآخر في تكرار لا:
لا لا أبوح بحب بثينةَ إنها ... أخذتْ عليّ مواثقاً وعهودا
ولست أدري لم تقول العرب في الإثبات - ما ما زيد قائم - ولا تقول من أول الأمر - زيد قائم - وقد قامت لغتهم على مراعاة الدقة في الأسلوب، بحيث لا يزيدون فيها ولا ينقصون إلا لسبب من الأسباب.
قال بعض طلابي في الدرس: إنه يجوز أن يكون أصل ذلك الأسلوب أن شخصاُ قال (ما زيد قائم) فترد عليه قوله بقولك له (ما ما زيد قائم).
فقلت له: إني إذا رددت عليه بذلك أكون مخطئاً، لأنه حينئذ يكون منكراً لقيام زيد، فيجب أن أرد عليه بكلام مثبت مؤكد، فأقول له (إن زيداً قائم) ولا يصح أن أرد عليه بذلك النفي المتكرر غير المؤكد، وهذا أمر معروف في علم المعاني.