به، وأن جمهرة الأدباء لا يضمون أصواتهم بعضها إلى بعض حتى يُحس الناس انهم مستيقظون.
بشر فارس
حفلة تأبين الملك غازي الكبرى في بغداد
كان يوم الأحد ١٤ مايو من أيام بغداد الغر. وما أكثر الأيام الغرّ في بغداد! وكانت حافلة بوفود العربية من كافة أقطارها. وكان الناس في كل ندىّ وقهوة ومنزل مصغين إلى صناديق الإذاعة التي لم تنقطع منذ الغداة الباكرة إلى ثلث الليل عن بث الخطب والكلمات والقصائد والمقطوعات تتخللها آيات الذكر الحكيم يتلوها المشيخة من قراء بغداد، وعلى رأسهم القارئان الأشهران الحاج محمود عبد الوهاب والمّلا مهدي
أما الحفلة الكبرى التي شدت إليها الرحال، فقد أقيمت في (بهو الأمانة) في منتصف الساعة الرابعة فافتتحها الملا مهدي بتلاوة آيات (وما محمد إلا رسول) وكان موفقاً في اختيارها، ثم أعلن عريف الحفلة الأستاذ السامرائي مدير الدعاية والنشر أن الكلام لفخامة نوري السعيد باشا الذي رحب الضيوف، وتكلم عن العرب في الجاهلية ووصف ما كانوا عليه من تأخر وجهل وما صاروا إليه بعد اتباعهم محمداً من التقدم والعلم، وعرض لوفود العراق على النبي صلى الله عليه وسلم ووصف هذه الوفادة بأنها ابتداء الصلة بين العراق والأسرة الهاشمية. ثم تكلم عن أثر العراق في نشر الإسلام وصلتهم على الأيام بهذه الأسرة الماجدة، وخلص إلى الكلام على الملك حسين وما قام به من أعمال وعلى ابنه وحفيده عليهم رحمة الله. ثم صرح بأن العراق سيواصل العمل في سبيل القضية العربية، وختم كلمته برفع الشكر إلى الأمة العربية الممثلة في وفودها.
ثم قدم العريف دولة لطفي الحفار بك رئيس الوزارة الشامية السابقة الذي ألقى كلمة طيبة بيّن فيها عظم الفاجعة بغازي، وأثر الحسين وأسرته في تاريخ العرب، وذكر بالشكر موقف الملك غازي من الشام شماله وجنوبه؛ وأعلن أن الشام وأهله سيبقون ذاكرين له شاكرين، وصرح بوحدة المشاعر والأماني بين البلدين
ثم قدم سعادة حمد الباسل باشا فألقى كلمة افتتحها بذكر الاتفاق في الموضوع والفكر في