الخطب كلها، وأن ذلك يدل على اتفاق العواطف والشعور، ثم تكلم عن ثورة الحسين وعن أسرته إلى أن انتهى إلى غازي وفيصل الثاني (الصغير بنفسه الكبير بأمته) وأثنى على حسن اختيار الوصي وعزى العراق باسم مصر وَرَجَا لَهُ التقدم والمجد
ثم تكلم جمال بك الحسيني مندوب اللجنة العربية باسم فلسطين فبيّن أن الكوارث تنشئ القوة وأن امتحان العراق بالنكبات لم يكسبه إلا قوة وصبراً. ووصف روعة المصاب بغازي وآلام البلاد العربية ولا سيما فلسطين وعمل غازي في سبيلها، وأعلن أنها لن تنسى عمله ولن تحيد عن مبدأ جده الأعظم الرسول المصطفى
ثم ألقى الأستاذ علي الجارم مندوب وزارة المعارف المصرية قصيدة دالية افتتحها بالبكاء على النضار الحرّ (فما أغنى البكاء ولا أجدى)، وعلى النبات الذي ذوى، وجذوة النار التي انطفأت ووصف (لوعة مكلوم الفؤاد) وذكر أنه الدهر (هو الدهر ما بضت بخير يمينه، يجمعنا سهواً (؟) وينثرنا عمداً) وأنه لا يفرق بين ملك وعبد، ووصف المصاب أوصاباً عامة تنطبق على كل مصاب، وتصلح لكل ميت، فهدّ (على عادته في كل رثاء) هدّ العلياء، وأطفأ نور الشمس، وفرق الأنفس، وأبكى الترك والهندا (ولا تنس أن القافية دالية). أما ما يخص به الراحل الكريم ويصفه به، فهو أنا فقدناه ريان الشباب، وأن شمائله تفيض مسكاً وآثاره نداً، وأنه كان حساماً بيد الله فصارت الأرض له غمداً، وذكر اسمه بعد فقال:
يقودهم الغازي إلى خير غاية ... فأكرم به ملكاً وأكرم بهم جندا
كأن غبار السيف في لهواتهم ... سلاف من الفردوس مازجت الشهدا
وجاء في القصيدة أبيات حلوة جيدة، ولكنها على حواشي الموضوع كقوله:
لهم في سجل المجد أول صفحة ... كفاتحة القرآن قد ملئت حمدا
ومن كتب المجد المبين بسيفه ... على جبهة الدنيا فقد كتب الخلدا
ثم خاطب (حمامة وادي الرافدين) وسألها الترفق ودعاها إلى الصبر، وتكلم عن دجلة والنيل وجاء بأبيات حلوة ثم أحس بأنه لم يقل إلى الآن شيئاً عن الملك غازي بالذات فعاد يصفه. . .
مضى الهاشمي السمح زين شبابهم ... وأعرقهم خالاً وأكرمهم جدا