واكتفى بذلك، فانتقل إلى وصف سفره إلى بغداد والقلب واجف، وسلوكه الصحراء، وعده الساعات وسأمه، وأنه جاء يقضي للعروبة حقها. ثم ختم قصيدته بالسلام على غازي وعلى الذي من بعده (كما كان يقول المتقدمون. . .) وقد كان إلقاؤه مؤثراً. وأسلوب القصيدة حلو سلس، وأن كانت في غير الموضوع، وكان في الإمكان رد معانيها إلى مواضعها من الدواوين المطبوعة. . .
ثم قرأ الأستاذ بهجة الأثري المفتش في وزارة المعارف كلمة معالي الدكتور هيكل باشا الذي أعلن أسفه على حرمانه من حضور الحفلة، ووصف أثر الأسى في جمع القلوب، وبين أن العرب كلهم أسرة واحدة كان الفقيد من أقطابها وإن الفاجعة فيه عظيمة، إذ فقده شعبه ملكاً، وفقد ابنه أباً براً. وتكلم عن اتجاه العراق إلى الوحدة العربية، واستشهد بحديث له مع فخامة نوري السعيد باشا، ثم بين رجاء العرب في العراق ومليكه الجديد، ومشاركة مصر إياه في آماله وآلامه
ثم قرأ طالب مشتاق بك طائفة من البرقيات الواردة من رفعة النحاس باشا من مصر، وسعادة الدكتور شهبندر من دمشق، والعشماوي بك، وخليل ثابت بك، والأستاذ خليل مطران من مصر، وعصبة العمل القومي من دمشق، والأستاذ صبري العسلي، ومعالي شكري بك القوتلي.
ثم ألقى الأستاذ الشيخ يوسف الخازن كلمة لبنان، فبيَّن أن روابط الجهاد تؤلف بينه وبين العراق، وذكر فضل البيت الهاشمي على العرب، وأن قد (تحدث به الركبان في الحل والجزم!) ووصف شباب غازي وضمّن كلامه أبياتاً في الشباب، ووصف جماله وذكر أن الله جميل يحب الجمال. . . وبيّن موقفه من الفتنة الاثورية بكلام كله استعارات ومجازات وتضمينات شعرية. . . وشبه غازي بهنري الرابع الذي وصفه شاعر بأنه أخذ الملك بالإرث وبالفتح معاً؛ وشبه فيصل الصغير بلويس الرابع عشر الذي ولى الملك صبياً ورجا لَهُ مثل أيام لويس، وكانت كلمته حافلة بالمعاني، وفيها وصف للفقيد.
ثم ألقى السيد بهاء الدين طوقان قصيدة الشاعر الشيخ فؤاد باشا الخطيب وهي لامية أولها (الذكر باق والعروش تزول) وصف فيها نشأة غازي في أرض الحرم، ونخوته ونفسه