الأبية. ووصف حياته بأنها حلم أعقبه حيرة وذهول، ووصف حزنه على الفقيد، وتمنى أن يكون له مزامير داود ليرثه ولكنه عاجز، ووصف عيه وعجزه وتمدح بأنه الطليق الحر، ولكنه غدا اليوم مقيداً. والقصيدة قصيرة أشبه بمقطوعة من شعر الخطيب منها بقصائده الطوال
ثم ألقى مندوب الأزهر كلمته فافتتحها باسم الله، وانفرد بهذا الافتتاح المبارك دون سائر خطباء الحفلة، وبين أن للحياة مراحل أربعاً كل واحدة أوسع من التي قبلها وأطول مدة، وهن حياة الجنين وحياة الدنيا وحياة البرزخ وحياة الخلد في النعيم أو الجحيم. وتكلم عن الوحدة الإسلامية وأنها في وسائل السلام العام، وبيّن مبلغ الفجيعة بغازي والأمل في فيصل، ودعا إلى القوة ونفي اليأس. وكانت كلمة طيبة ولكنها كانت أشبه في مفتتحها ببحث علمي منها بخطبة تأبينية
ثم ألقى الأستاذ أكرم زعيتر من فلسطين كلمة حماسية قوية وصف فيها جهاد فلسطين، وتكلم عن اهتمام المليك الراحل بقضيتها، وعرض صورة خيالية مؤثرة لليالي المليك التي أحياها مفكراً في فلسطين وتوهم حديثاً بينه وبين أهله، واستنجد العراق باسم فلسطين، وطلب لها انتداب العراق وحمايته؛ وذكر أن الأمل في فيصل الصغير، ومدح حكومة العراق وشعبه.
ثم ألقى الأستاذ سليمان الأحمد (بدوي الجبل) قصيدة دالية بدأها بصور خيالية، وصف فيها مصرع الشمس، وجعل حمرة الفجر مقتبسة من دم غازي. ووصف عرس الجنان، وسدرة المنتهى. ثم وصف كيف ضمت آلام فتاها الشهيد وصور روعتها وحنانها، ووصف بغداد (دنيا الرشيد، تفني الحضارات، وتبقى كالدهر دنيا الرشيد)، وكيف لاحت فهتف الهاتفون فجنت السيوف، وانتخت في الغمود)، وانتقل إلى ذكر غازي:
وتجلى غازي فكبرت الدنيا ... وقال الجلال هل من مزيد
وبيمناه راية الوحدة الكبرى ... فميدي يا راية الله ميدي
ووصف عيد المليك، وصوّر المهرجان في دمشق، وما أعدت له من زهر الغوطة وعطورها. ثم ذكر كيف كان ذلك كله حلماً وانطوى، (فمن رأى النسر بادرته المنايا، فهوى وهو ممعن في الصعود). وبين روعة الشام لجلال الحادث: