أشفقوا أيها النعاة على الشام ... ولا تجهروا بنجوى البريد
فربما كان كذباً، ربما كان اختلاقاً. ثم تحقق الخبر، ولم يبق من شك فسألهم أن (أذيعوه يرجف البر والبحر، واحملوه إلى ابن حمدان، وألموا بخالد وأمية وغسان. . . ثم انتقل إلى ذكر الملك الطفل فجعل له:
تاج بغداد والشام ولبنان ... وبحر للروم طاغ عنيد
أيها البحر بعض تيهك لست للروم ... (أنت للملك نضار بتاجه المعقود)
أيها البحر أنت مهما افترقنا ... ملك آبائنا وملك الجدود
وبين أنه:(هاشمي الهوى أحب فما داري، وعادي على هواهم وعودي) - وكانت القصيدة على الجملة أحسن ما ألقي في الشعر في هذه الحفلة، وإن كانت في أسلوبها دون الجارمية وقد اختتمها بذكر الوحدة:
ليس بين العراق الشام حد ... هدم الله ما بنوا من حدود
ووصف جيش العراق الذي يغزو قبة الفلك. . . وتسجد له الدنيا. . . وجعل الشام في ذمة الوصي على عرش العراق وذمة العراق. . .
ثم ألقى الدكتور عبد الوهاب عزام كلمة الجامعة المصرية فوصف كيف شجاها الخطب، وبين التعاون بين القطرين على بناء المجد، وذكر روعة الخطب وعظمه، ولكنا أعظم منه لأننا بنو الشدائد، وعرض إلى عبرة الخطوب وثمراتها في جمع الكلمة والوحدة، وأعلن أن هذا المصاب مصاب المسلمين كلهم، وختم كلمته بمقطوعة شعرية جيدة، بين فيها أن الرخاء بعد الشدة، وأن البدر يبزغ من بين الغيوم، وأن ضحك الأرض من بكاء السحب، وبعد غيض الماء فيض دجلة، وأن في كل خطب للفراتين دعوة إلى المجد والقوة والحياة. وكانت كلمة طيبة بإلقاء أطيب.
ثم ألقى الأستاذ الشريقي قصيدته فافتتحها بوصف حزنه، ونضوب دمعه، وأثر الحزن في دجلة:
وما الحزن إلا ما ألم بدجلة ... ففاضت دموعاً فهي تندب غازيا
وجعل غناء الأطيار مراثياً، والاقمار تبكي مؤملاً: أطلّ على الدنيا هدى وأمانيا. ووصف غازي وصفاً مجملاً: