فلله من أدى الأمانة حقها ... ووهّج للضوء الذي كان خابيا
وأنه تمرس بالأخطار، وأنه فتى الأمل المزهو، وأنه خير من قاد العتاق المذاكيا، وأنه هو الفجر إشراقاً، وله الهمة القعساء، وطلب لقبره سقيا الغيث:
ويا لشهيد المجد حياه هاطل ... من الغيث لم يبرح على القبر هاميا
في أوصاف هذا سبيلها، ثم عرض للأمل ببغداد وأنها:
تواثب دهر العرب حتى ترده ... وقد كشفت عنه الأذى والعواديا
والقصيدة من باب الجارمية وإن كانت لا تحمل مثل أسلوبها وليس لها سلاستها وحلاوة ألفاظها
ثم ألقى الشاعر اللبناني الأستاذ شبلي الملاط قصيدة وصف فيها الفاجعة بغازي أحسن وصف، ولكنه لم يملك ناصية الأسلوب ولم يستطع أن يجعل ألفاظه كمعانيه فهو على الضد من الجارم، وانتقل من وصف الفاجعة التي حدد تاريخها وصور دقائقها إلى الكلام على فيصل:
بدر العروبة وابن عم محمد ... نسباً وأعرق دوحة ميلادا
وأعاد أيام الرشيد وتاجه ... واستصرخ المجد القديم فعادا
ثم انتقل إلى غازي ووصف أخلاقه وأنه يلين عند اللين ويشتد عند الشدة:
وتثور ثورة نفسه إن حاولت ... أيدي الغريب لقومه استعبادا
ثم وصف فلسطين وأطال ثم خلص إلى الكلام على نصرة غازي إياها، وعرض لذكر فيصل الصغير وندائه أباه، وتفتيشه عنه في سريره، وذكر عبد الإله والعراق ولم ينس أن يتحدث عن نفسه وأن يتشبه بـ. . . هوميروس!
ثم ألقى الأستاذ اليعقوبي قصيدة طويلة جداً ليس في مبناها ولا معناها ولا إلقائها ما يذكر بالجودة. يقول فيها:
أبا فيصل أحبب بها لك كنية ... ورب رجال لا تحب كناها
وجاء فيها (وأسفرن ربات الحجال) على لغة (أكلوه البراغيث)، وجاء فيها (ولا مرحباً في نهضة أو قضية إذا كنتم لا تحملون لواها)، وكان خيراً لو ختمت الحفلة بشبلي الملاط. ثم ختم الحفلة فخامة رئيس الوزارة العراقية بالشكر والدعاء