٢ - الهدايا التي يقدمها جلالة الملك إلى الطلبة باسم سلطانهم، وتتكون هذه عادة من الأكباش وأكياس الحنطة وأكياس من السكر وغيرها، ومن المال أيضاً.
٣ - الهدايا التي يتقدم بها الأهلون إليهم عن طيب نفس.
٤ - الضرائب التي يجبيها (سلطان الطلبة) من وجوه البلاد وتجارها بواسطة (ظهائر) موقعة بإمضائه والتي يؤديها هؤلاء بكل سرور.
٥ - (الذعائر) التي تجمع بواسطة (محتسب) سلطنتهم الماجن الذي يرتدي حلة في شكل مضحك، ويجعل في عنقه سبحة من التين يلتهم منها الواحدة بعد الأخرى من حين إلى آخر، ثم يتجول في شوارع المدينة راكباً بغلة، وواضعاً في حجره صندوقاً مغلقاً يظل يملؤه - من ثقب فيه - بالفرنكات والريالات (كذعيرة) يفرضها على التجار والبقالين بزعم أنه وجد في مبيعاتهم غشاً يعاقب على ارتكابه
وفي خلال أسبوع هذه (السلطنة) ينصرف الطلاب جميعاً للمرح واللهو بقلوبهم وعقولهم معاً، ويقبلون على حياة بعيدة عن حياة الجامعة فيها متعة النفس وصفاء الحديث وطرب القلب.
فإذا مضت ستة أيام وأقبل يوم الأربعاء، تهيأت (أمة الطلبة) حكومة وشعباً لاستقبال جلالة الملك أو خليفته - إن لم يكن هو في البلد - الذي يشرف مملكتهم الصغيرة في موكب عظيم ليقدم لهم هداياه الخاصة، وفي العشية ينتظر (سلطان الطلبة) مع هيئة حكومته سلطان المغرب المفدى؛ حتى إذا لاح موكبه عن قرب ترجل الأول عن فرسه. وتقدم إلى السلطان الأعظم مطأطئاً رأسه، فيقبل يده الكريمة، ويرفع إليه الكتاب المتضمن طلبه الخاص الذي يؤمل من جلالته الأمر بتنفيذه، ثم يرجع إلى الوراء فيركب فرسه، ويتقدم إلى أن يقف قريباً منه
وهنا تتمثل لنا الديمقراطية الحق في ملوكنا الذين ورثوها كابراً عن كابر. ففي هذه الساعة يتنازل (سلطان المملكة المغربية) فيتحدث إلى (سلطان الطلبة) بكل تواضع حديثاً تمليه العاطفة، وتوحيه الرغبة الصادقة في بعث النهضة العلمية. وفوق ذلك يتنازل لسماع حديث دعابة ومزاح ممتع من محتسب سلطان الطلبة الحاذق في الفكاهة والمجون. فإن هذا يتقدم من جلالة الملك ويخاطبه بصوت جهوري أمام ألوف من الناس بنحو قوله: كيف استطعت