لا يمكن بعد ذلك أن يعطي: البترول أو الحديد أو النحاس أو الشعير نظير حبوب الصحة وآلات الموسيقى
نحن مسوقون في تفكيرنا هذا وراء رائد التاريخ، ونعتقد أن زعيم الانقلاب في ألمانيا سيتراجع عن فكرة الحرب، إذ أن مسئوليته كبيرة في أمر هو حياة أو موت لأمته، ونود لو يذكر لأجل الإنسانية والمدنية قول شكسبير:
(إن في السماء والأرض أموراً غير التي تحلم بها في فلسفتك يا هروتيو!)
القرد وحياة الإنسان - عن مقالة للدكتور هوفمان
الدكتور منريت يعد من رجال الطب المشهورين، لقد أجرى في هذه الأيام تجربة نفسية لم يسبق لها مثيل.
فمنذ عشر سنوات عاد من سياحة له في أواسط أفريقيا، يصطحب قرداً صغيراً من نوع الشمبانزي يبلغ من العمر سنتين
وقد بذل كل ما في وسعه هو وزوجته وأولاده، لإبراز هذا القرد الذي أسموه - فاتو - في مظهر الإنسان العاقل بحيث ينسى منشأه الحيواني ويعيش معيشة الآدميين - دون أن يعملوا أي عمل لتدريبه كالعتاد. وهذا عمل بلا شك له أهمية عظيمة، إذ إنه يجعل الحيوان الأعجم يحيا حياة الإنسان
وكان أول مرة خرج فيها فاتو في مجمع من الناس، في حفلة غداء أقيمت في منزل منريت حديثاً دعا إليها لفيفاً من الأطباء والعلماء المختصين بدراسة نفسية الحيوان ورجال الأدب والصحافة. فدخل عليهم فاتو منتصب القامة يسير على ساقيه الخلفيتين كالإنسان. وأغلق الباب من ورائه في خفة ولطف. ومر يحيي الضيوف ويصافحهم واحداً بعد واحد في أدب ورقة، وصاحبه يقدمه إليهم كما يقدم الصديق العزيز، ثم أخذ مكانه في مؤخرة المائدة، وساهم في الطعام معهم، ولم يبد على تصرفاته أي مأخذ.
وكان الطعام الذي قدم إليه من نفس الطعام الذي تناوله المدعوون وهو حساء وسمك ولحم وخضراوات وحلوى وفاكهة. وكان فاتو يتناول الطبق من جاره ويملأه لنفسه بنفسه ويأكل بأدب ونظام. وكل ما لوحظ عليه في تناول الطعام أنه يكثر من أكل الخضراوات والفاكهة ويتناول منها أكثر من غيرها. وكان يحتسي كأس النبيذ فيمسكها بيده فيرتشف منها الجرعة