ممدود، وماءٍ مسكوب، وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة)
أيكون هذا أدب معدة لتصح سخرية أحمد أمين من المحسوسات؟ ألحق أن القرآن أقحِمَ بلا موجب في كلمة أحمد أمين. والمزية الأساسية في القرآن هي تخليص العقيدة الإنسانية من أوهام الأحبار والرهبان، ودعوة المسلمين إلى اغتنام المنافع الدنيوية والأخروية. وأظهر الأدلة على ذلك هو النص على ما في الحج من شهود المنافع، وهو نص صريح في أن مطالب المعدة تساوي في نظر الشرع مطالب الروح.
وهل يجد أحمد أمين حين يحتقر المعدة؟
هل يجدّ احمد أمين حين يحكم بأن مقالات (الكاتب) التي باعثها الأول الاستيلاء على الأجرة أدب معدة؟
أشهد أنه احتاط حين قيد هذه الحالة بقيود، ولكن تلك القيود جعلت فرضه من المستحيلات
فما هو الباعث الأول لأعمال أحمد أمين في كل ما يباشر من الشؤون؟
هل يرضى أن يعمل في الجامعة المصرية بالمجان؟
هل يرضى أن يشترك في تأليف الكتب المدرسية بالمجان؟
هل يرضى عن نشر إعلان بالمجان في مجلة الثقافة لطبعة من طبعات المصحف الشريف؟
هل يقبل الخروج من ثروته لإطعام الفقراء والمساكين؟
فإن لم يفعل - ولن يفعل - فلأية غاية ينشر هذه الآراء بين الناس؟
وهل يحق للمعلم أن ينشر من الآراء ما لا يستطيع التمذهب به في أي وقت؟
إن السر في نجاح أحمد أمين يرجع إلى أنه يحترم الواقع في مذاهبه الأدبية والمعاشية. وهو في سلوكه الشخصي نموذج للرجل الحصيف، لأنه لا يقبل على عمل إلا حين يعتقد أنه عمل ينفع
والخطأ الذي وقع فيه هذه المرة خطأ مقصود، وهو نافع في حكم المعدة، وإن كان ضارا في حكم الروح
وإنما كان هذا الخطأ نافعاً في حكم المعدة لأنه يصور صاحبه بصورة الراهب المتبتل، وتلك غاية قد تنتفع بها الأمعاء