٣ - إن الدكتور بشر فارس وثقافته اجتماعية صرفة قد نظر إلى بحثي من الطرائق الاجتماعية التي اتصل بها - أثناء تلقيه العلم في السوربون - فدارت عقليته منها، وكان أقل ما يجب عليه أن يوسع نظرته وينظر إلى منهجي في البحث في النطاق العام للأسلوب العلمي.
٤ - كان في إمكان الدكتور بشر فارس أن يتعرف الدافع الذي دفعنا في دراستنا عن مطران إلى الكتابة عن (الشعر والشعراء) في المبحث الأول، وعن (الشعر العربي) في المبحث الثاني، وذلك لأنه ليس من المستطاع - ومطران رأس حركة جديدة في الأدب العربي - فهم حقيقة مذهبه واتجاهاته دون مراجعة الشعر العربي وخصائصه حتى يمكن عن طريق المقابلة معرفة الأثر الذي استحدثه مطران في الشعر العربي ومدى التجديد الذي قام به
٥ - كان في مستطاع الكاتب أن يستنبط من البحث الثالث والبحوث التالية له في المقتطف خطتنا في الدلالة على معنى شاعرية مطران من شعره، تلك الخطة التي تقوم على إرجاء المقدمات - التي انتهت بنا إلى الأحكام التي أصدرناها عن منحى الشاعرية عند الخليل - إلى موضعها الطبيعي من الدراسة.
٦ - رأى الكاتب أننا استعرنا اصطلاح (خلق جملة صلات اجتماعية) من كتابه (مباحث عربية) والواقع عكس ذلك. فإن هذا الاصطلاح قد دار على قلمنا من قبل صدور كتابه هذا: تجده في دراستنا عن إسماعيل مظهر حين تكلمنا عن آرائه الاجتماعية (التقدمة العربية لدراستنا عن مظهر في م ٣٦ ص ٤١١) هذا فضلاً عن أن هذا الاصطلاح من جملة ما يجري على أقلام كتاب عصرنا هذا، وإذن فلا يمكن القول بأنه من الاصطلاحات التي استحدثها الكاتب.
٧ - ارتأى الكاتب أن الجملة التي أوردنا فيها هذا الاصطلاح مرتجلة بحيث أنها لا تتسق ومنحى البحث الموضوعي الذي أخذنا أنفسنا به. والواقع عكس ما رأى. بيان ذلك أننا رأينا في بحثنا المذكور أن المجتمع الشرقي - عادة - ينعزل أفراده بعضهم عن بعض بحيث ينقبض كل على نفسه. وقد كان ظهور خليل مطران بطبيعة مغايرة لطبيعة هذا المجتمع الذي نشأ فيه ما استوقف نظرنا. وقد رجعنا في بحثنا بهذا الأصل الثابت من