نفسيته إلى طفولته التي ترك فيها حَّداً يتعامل مع أقرانه من الأطفال فخلص من ذلك بطبيعته الاجتماعية التي تجعله ينسحب على الجماعة ويشتبك مع أفرادها في (جملة صلات اجتماعية). وواضح إذن أن هذا من باب التحقيق لا ارتجال، ومن ثم فاستعملنا لهذا الاصطلاح استعمال له في موضعه الطبيعي من الكلام لا في موضع غير متسق مع مجرى الكلام كما رأى!
٨ - أخذ علينا الدكتور بشر فارس إهمالنا لاستقصاء المصادر في دراستنا عن توفيق الحكيم، ودليله على ذلك أننا لم نلتفت إلى ما كتبه في مجلة الشباب عن توفيق الحكيم كما ينجلي في مسرحيته (أهل الكهف) وأظن أن الدكتور بشر فارس لا ينكر علينا أننا أكثر الكاتبين في العربية استقصاء للمصادر بدليل أن بحثنا عن توفيق الحكيم قد رجعنا فيه إلى نيف ومائة مرجع. ويظهر هذا من مراجعة سريعة لبحثنا. أما عدم التفاتنا إلى بعض ما كتبه المعاصرون عن آثار الحكيم فهذا يرجع إلى أنه ليس في مستطاع كاتب بالعربية استقصاء كل ما يتصل بمادة معينة في الأدب العربي الحديث. ولا وجه للاعتراض علينا بأن الباحثين الغربيين يظهر في بحوثهم استقصاء تام لجميع ما كتب عن مادة موضوع بحثهم لأن هؤلاء يجدون من مهيئات البحث عندهم في لغاتهم فهارس شاملة تجمع كل ما يتصل بمادة معينة فيسهل من ذلك الاستقصاء عندهم
٩ - أرجع الدكتور بشر فارس في مقالة مجلة الشباب (٩ مارس سنة ٩٣٦) فن توفيق الحكيم المسرحي في آثاره الأولى إلى فكرة الكاتب المسرحي من حيث يتفق الكاتبان المسرحيان في اعتبار الكائنات (ظواهر لا حقائق) والواقع أن الكاتبين في هذه الفكرة متأثران بالنظرية الاعتبارية التي بثها في مؤلفاته الرياضي الفرنسي الشهير هنري بوانكاريه. وقد أشرت إلى هذا الأصل بالنسبة لتوفيق الحكيم في دراساتي عنه (ص ٦٩ من الطبعة الخاصة وص ٣٦١ من طبعة عدد مجلة الحديث) فلا معنى إذن لقول الدكتور بشر فارس من أن توفيق الحكيم تأثر بزميله الكاتب المسرحي الفرنسي خصوصاً وأن توفيق الحكيم من الذين قرءوا هنري بوانكاريه وتعمقوا في دراسة آثاره (أنظر قطعة برجنا العاجي لتوفيق الحكيم عدد ٢٤٥ ص ٤٠٤ - ١٤ مارس سنة ١٩٣٨ من مجلة الرسالة)
١٠ - يقول الدكتور بشر فارس بأن الأصل في مسرحيات توفيق الحكيم اعتبار (الكائنات