ظواهر لا حقائق) ويترتب على ذلك - عنده - صراع بين العقل والحلم، وبين الزمان والتاريخ (؟!. . .) وبين الشهوة والرغبة (؟!. . .) فإن صح معنا أن فكرة كون الكائنات ظواهر لا حقائق تسوق إلى فكرة الصراع بين الواقع والحلم فإننا لا نرى صلة بين هذا وما يحاول أن يظهره الكاتب من صراع بين الزمان والتاريخ، وبين الشهوة والرغبة. ذلك لأننا نعرف أن التاريخ منبسط الزمان والشهوة متفرعة من الرغبة (قوة النزوع عند فلاسفة العرب) وليس في هذا أي معنى يحتمل إفادة الصراع
١١ - يرى الدكتور بشر فارس أن جوّ المسرحية عند توفيق الحكيم متأثر بجو مسرحيات ماترلنك من حيث الميل إلى بسط الإبهام على المناظر وإثارة الأوهام في نفس الناضر. وهذا صحيح إلى حد، وقد أشرنا إليه؛ ويمكن أن نزيد على ذلك فنقول بأن جو المسرحية عند توفيق الحكيم منبثق من طبيعته الفنية التي دارت حول الكتابات الرمزية نتيجة إعيائه عن معرفة حقيقة النفس ولوامعها وبوادرها والتي تأثرت بمبادئ علم النفس الحديث وعلى وجه خاص تجارب شاركو في التنويم والإيهام، وريبو في الأمراض العصبية، وفرويد في أحوال اللاواعية، وبرجسون في تقليب المنطوي في النفس على الظاهر منها (ص ٦٩ من دراستنا من الطبعة الخاصة وص ٣٦١ من الطبعة العامة)
وبعد فإني شاكر للدكتور بشر فارس عنايته بالإشارة إلى دراستنا كما أني شاكر له عنايته بالنقد. وهو إن أخطأ النظر فيما كتب فله حسن القصد والغرض
إسماعيل أحمد أدهم
كتبنا وتآليفنا: محاضرة للأستاذ كرد علي
ألقى الأستاذ الكبير محمد كرد علي محاضرة عن (كتبنا وتآليفنا) في أحد نوادي دمشق، استمع إليها نفر من أدباء الشام ورجالاتها وطلابها، بينهم الأستاذ عبد الحميد الحراكي بك مدير المعارف العام، والأستاذ خليل مردم بك، والأمير مصطفى الشهابي، والأستاذ فارس الخوري، والأستاذ زكي الخطيب وغيرهم
وكانت محاضرة الأستاذ موجزة تقريباً، بدأها بذكر معنى التأليف والتصنيف لغة، ثم حدد الوقت الذي بدأ فيه التأليف عند العرب بتدوين القرآن والسنة والشعر. . . ثم تخطى