للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويهمنا كفرنسيين أن يبقى لبنان في نجوة من طغيان الوحدة السورية.

ومع هذا فيجب أن نقرر أن الوطنية السورية تجد في لبنان عناصر مؤيدة فعالة؛ وذلك أن عدد سكان لبنان ٨٥٠. ٠٠٠ أكثرهم من المسيحيين، ولكن بعض المدن مثل طرابلس التي تنتهي فيها أنابيب بترول الموصل مسلمة كلها. وقد أثبتت التجارب أن من الصعب أثناء الاضطرابات والقلاقل السياسية أن تحول السلطات دون ظهور الشعور الفعال في الأطراف الأخرى. . .

ولقد عرفنا ذلك ١٩٢٠ - ١٩٢١ في لبنان الجنوبي ومنطقة العلويين؛ وفي سنة ٢٦ كان اتحاد الدروز مع وطنيّ دمشق مثلاً رائعاً لهذه الألفة. وفي يناير ١٩٣٦ خضعت طرابلس المدينة اللبنانية إلى حركات الوطنيين في دمشق فشاركت في الإضراب العام. ومن هنا ظهرت لنا ضرورة العناية باستقلال لبنان وانفصاله لما له من أهمية رئيسية بالنسبة إلى فرنسا

ولقد كانت المفاوضات في هذه الناحية - ناحية العلاقات بين سوريا ولبنان - صعبة عسيرة، ولكنها انتهت أخيراً إلى عزلة كل من البلدين عزلة كاملة؛ لأننا عارضنا بقوة وشدة كل محاولات طغيان سياسي أو اقتصادي سوري على لبنان

أما مستقبل العلاقات بين فرنسا وسوريا، فقد كانت مدة التعاقد التي نصت عليها المعاهدة خمسة وعشرين عاماً تقوم سوريا خلالها باستشارة فرنسا في الأمور المشتركة بين البلدين

وأما الناحية العسكرية فقد سويت في ملحق خاص واعترضها بعض العقبات الكثيرة التي استطعنا أن نتغلب عليها بفضل مهارة المفاوض السوري ومرونة خلقه السياسي

ويختلف الملحق العسكري في المعاهدة السورية عن الملحق العسكري في المعاهدة العراقية - الإنكليزية، التي تنص على بقاء قاعدتين جويتين لسلاح الطيران الإنكليزي، وعلى تحديد مناطق النفوذ البريطاني، بينا يمتاز الملحق العسكري للمعاهدة السورية بأنه يدع مناطق النفوذ من غير تحديد ويترك لفرنسا حق الاحتفاظ بمركزين لجيوشها في مقاطعتي العلويين وجبل الدروز

أما حماية الحقوق والمصالح الفرنسية فمن الطبيعي أن نقول إن المعاهدة صانت هذه الحقوق في نصوص واضحة، ولا سيما ما يتعلق بالمصالح الاقتصادية والحقوق المكتسبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>