وتتلخص تجربتهما في أنهما وضعا نقطة من السائل المراد فحصه، والحامل للجسيمات الكولويدية على كتلة من الزجاج ووضعا عليها شقفة رفيعة من الزجاج، وقد استعملا لإنارة السائل قوساً كهربائياً من الفحم بحيث كونا صورة طرفي الفحم المضيء داخل نقطة السائل المراد فحصها، والموضوعة على كتلة الزجاج، وتحت الشقفة في محور الميكروسكوب.
على أن الجزء الهام في تجارب كوتون وموتون هو أن الأشعة
مائلة للدرجة التي يحدث فيها الانعكاس على السطح
الفاصل بين الهواء والشقفة الزجاجية بحيث لا يصل إلى
الميكروسكوب إلا الضوء المنبعث من الجسيمات
الألتراميكروسكوبية التي نراها في هذه الحالة كما نرى
النجوم، ويعتقد زيجموندي أنه استطاع أن يعرف وجود
جسيمات من الذهب يبلغ قطرها ١٠٠٠٠٦ من الميكرون أي
أصغر بكثير من واحد على مليون من المليمتر
إنه لمشهد رائع أن ترى هذه النجوم تروح وتجيء وترتفع وتهبط ويطول سيرها طوراً ويقصر تارة أخرى وهي بهذا تذكرنا بالمناورات الليلية البديعة التي يقوم بها سلاح الطيران المصري خاصة بالكشف عن الطائرات، فهذه النقط المضيئة في السائل تشبه الطائرات المرتفعة ليلاً في كبد السماء عندما يقع على إحداها أنوار الكشافات من كل صوب، فإننا نرى جسماً ساطعاً في السماء يتحرك جيئة وذهاباً وهي تسطع كالنجوم في الليل الدامس
وهكذا عندما صعدت إلى تلك الغرفة أول مرة لأقوم فيها ببعض التجارب على هذا الجهاز التاريخي رأيت في نقطة من المحلول الكولويدي السماء كأنها ترتسم أمامي. . . رأيت في النقطة الصغيرة الجسيمات كالنجوم الساطعة في ليلة حالكة مع هذا الفارق وهو أن الأجرام