والآن خذ ما سطّره قلمي في الرسالة رقم ٢٥١ ص ٧١٢ (٢٥ إبريل ١٩٣٨): (إن المسرح الحديث وإن سماه أهل الفن: المسرح الرمزي، من باب الاصطلاح، لينهض على عناصر تزيد على التي عرفتها الرمزية الأولى: ينهض على نتائج علم النفس الحديثة (تجارب شاركو في التنويم والإيهام، وريبو في أمراض الذاكرة والإرادة الشخصية، وفرويد في أحوال العقل الباطن، وبرجسون في تغلب المضمر الذي في النفس على البارز. . .)
هل رأيت كيف يكون النقل مع استبدال لفظة مكان أخرى أحياناً (هنا: (العقل الباطن)، وهناك:(اللاواعية)؛ ثم هنا:(أمراض الذاكرة والإرادة الشخصية)؛ وهناك:(الأمراض النفسية)؟
أما هذان التركيبان:(استنباط ما وراء الحس من المحسوس وإبراز المضمر) فمأخوذان أخذاً من مسرحيتي (مفرق الطريق)(ص٦ س ٧، ٨) حيث يجري الكلام على عرض طريقتي الرمزية. وكذلك هذا التركيب:(لوامع النفس وبوادرها)؛ إلا أن الدكتور أدهم قرأ:(بوادر)، وفي الأصل (بواده)، وهو الوجه هنا. واللوامع والبواده من اصطلاحات الصوفية، وقد شرحهما القشيري في رسالته، وعلى الدكتور أدهم التفتيش
وبعد: فهذه كلمة كتبنها مكرهاً لأني غير ميال إلى مثل هذا اللون من (وضع الشيء موضعه). ففي شؤوننا الثقافية ما هو أجل شأناً. غير أن القلم ربما حركه ما لا يرضيه. وعليّ عهد أني غير عائد إلى مثل هذه الكلمة مهما كتب الدكتور أدهم
بشر فارس
التبادل الثقافي بين مصر والسودان
عقدت في وزارة المعارف لجنة لدراسة المقترحات التي قدمت في موضوع التبادل الثقافي بين مصر والسودان.
وقد اتخذت هذه اللجنة قرارات علمنا أن من بينها ما يأتي:
إيفاد خبير تعليمي إلى السودان، وإسناد هذا المنصب إلى ناظر مدرسة الخرطوم الثانوية المزمع إنشاؤها في العام القادم على أن يكون متصلاً بخبير مصر الاقتصادي في السودان.
وضع سياسة لتبادل البعثات العلمية، فتفد إلى مصر بعوث الأساتذة والتلاميذ السودانيين في